Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 26/10/2014

هي أشرسُ المعارك التي يخوضها الجيش مع الإرهاب الذي صنعته طبقةٌ سياسية سهِرت على تربيته ثم خافته وتجنبته وبلغت حدَّ حمايته وتسهيلِ تهريبِه حتى أصبح قوةً ضاربة  كلُهم اليوم يرفعون الغِطاء  وهذا لا يعني سوى حقيقةٍ واحدة  أنهم أَمّنوا هذا الغِطاء منذ البداية ثم نَفضوا اليدَ التي صافحت وموّلت وخرّجت قادةَ محاور  وثم قادةَ إرهاب من رتبة داعش والنصرة  كانوا ينتظرون المبايعة لإعلان الإمارة من الشمال  هذه المجموعة تستشرس اليومَ للبقاء وتضرِب الجيش من طرابلس إلى المنية ومنطقة بحنين التي كَمنت لدوريةٍ عسكرية وقتلت أربعةَ جنود بينهم ضابطان  في وقتٍ كان الجيش يَستكمل ملاحقةَ مجموعةِ الشيخ خالد حبلص  وعلى الرغم من خسائرِ المؤسسة العسكرية وإستهدافِها في عُقر دورياتِها  فإن لغةَ سياسيي الشمال لاتزال غيرَ حاسمة وتحاذر زعلَ أيِ طرف  كأنْ يتحدثَ المجتمعون في منزل النائب محمد كبارة عن الاستخدام المفرط للقوة  وتأكيدِهم على تطبيق الخطة الأمنية بالأسلوب السلمي الذي جرى سابقاً  على اعتبار أن مَن يقتل الجيش ويلاحقُه ويضعُه هدفاً  يجب التعاملُ معه كمجتمعٍ مدني أو منظماتٍ إنسانية  وأن نحاورَها  حوارَ الحضارات  قياداتُ طرابلس لم تعطِ موقفاً بعد يأتي على مستوى دماء الجيش  وخِيرةِ شبابه  ولا دموعِ ذويهم  فالكلُ يبحث عن مَخرجٍ لنفسه  يتضامن فيه مع الجيش ويحفظُ خطَ القاعدة الشعبية ويؤكدُ حرصَه على المدنيين الأبرياء  لكن لم يَسألوا أنفسَهم لماذا اتَخذ الإرهابُ من المدنيين دروعاً بشرية  ومَن يستعملهم لإنقاذ نفسِه  من المؤكد أن حرصَ الجيش على المدنيين هو كحرصِه على جنوده  وأنه لم يرتضِ إتفاقاً لوقف النار لكنه خضع لشروطِ الممرات الإنسانية الآمنة  فقط لأجل هؤلاء المدنيين الذين أصبحوا متاريسَ للإرهاب  وقد وفرت المؤسسة هذه الممرات قبل أن يطلب رئيس الحكومة من قائد الجيش هذا الأمر  وإعطائِه التعليمات لإجلاء الجرحى والمصابين وإخراج المدنيين  فالجيش الذي كان واثقَ الخطوة العسكرية  يمشي منقذاً.