طبقةٌ من الجليد تتكّونُ بعد العاصفة لتمشيَ عكسَ التيارات السياسية حيث طبَقاتُ الجليد تذوبُ بالحوار ولقاءات المرجِعيات الكبرى.. من عون-الحريري إلى الحريري-بري.. ومن حوار حزب الله المستقبل إلى ورقة القوات والعونيين لكنّ طبقةً وزاريةً تشكّلت فوق الأسمَنتِ السياسيّ وفاجأت الجميعَ لتبنيَ ما سيُتعارف على تسميته جبهَةَ إنقاذ الجمهورية . ثمانيةُ وزارءَ ثلاثةٌ من الكتائب وثلاثةٌ من كتلة الرئيس ميشال سليمان والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون أصبحوا في تجمّعٍ واحد من شأنِه أن يُلغيَ البيض من الحكومة ويرجّح كِفةَ القبان وزيرُ العمل سجعان قزي كشف خُطةَ العمل.. وتحدّث إلى الجديد عن اتصالاتٍ تُجرى بين الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان لفكِّ أسْرِ لبنان من الاصطفافاتِ العقيمة.. حيث عُقد اللقاءُ الأول بين الوزارءِ يومَ أمس في اليرزة وينتظر أن يَتِمَّ اللقاءُ الثاني في منزل الجميل الأسبوعَ المقبل وسير العمل في اللقائين هو عدم المسّ بآلية مجلس الوزراء في الوقت الحاضر لكنّ رسالتَه الأولى تُطلِقُ الصرخةَ أننا هنا.. وبإمكاننا كسر حدةِ الرقْمين 8 و14 آذار.. نحن كُتلةٌ وسطيةٌ ستمنعُ خطفَ القرار ومصادرةَ القرارِ الحكومي . كتلة تكسير البيض السياسي من شأنها أن تشكل صفعة إيجابية تعيد ضخَّ الروح في الجسم الحكومي الميْت.. وهذه الكُتلة توجّه الرسائل في غير اتجاه لاسيما للذين يتّفقون مسيحياً على حساب المسيحيين وكأنّهم غير مقرّرين في الشأن الرئاسي على ضفةِ كُتلة اليرزة بكفيا فإنّ الحوار بين المستقبل وحزب الله لا يكاد يفارق لقاءاتِ الحريري الذي ينام ويصحو على التمسّك به.. وهو لا يلقى إلا كلَّ إيجابية من محاوريه فيما يصطدمُ بإطلاق الرشَقات على الحوار من بيته الداخلي ففيما يلاحقُ وزير العدل أشرف ريفي مطلقي النار في المناسبات.. فإنّه شخصياً لا يوفّر مناسبةً إلا ويرمي مِشطاً نارياً سياسياً على الحوار وحِزب الله ومشاركته في سوريا التي تأخذ لبنان إلى الانتحار ريفي منقطعُ النظير.. على الصحف الخليجية يوزّع تصريحات وآراءً وقراراتٍ إتهامية.. فيما الرئيس فؤاد السنيورة يصطنع الهجوم نفسَه لكن في قالَبٍ دُستوري متهماً عون وحزب الله بتعطيل الانتخابات الرئاسية من دون الالتفات الى المعطل الاول والمرشّح للمرة العشرين سمير جعجع فعلى مَن يطلق السنيورة وريفي الرصاص؟؟ وهم حكماً لم يصيبا إلا زعيم كتلتهما.. ويعطّلان حلمه باستكمال الحوار.. فالحريري أكثرُ مَن يُدرك أنْ لا بديل مِن التحاور.. والا أصبحت البلادُ كاليمن.. عندما عبّأ الحوثيون فراغَ الرئاسة هرب الرئيس اليوم من صنعائه.. ورئيسُنا مهرّب من بعبداه.. لكنّ كلا البلدين محكوم عليه بالحوار.