هدوءُ السّبتِ لا يُشبهُ صَخَبَ الأسبوعِ الضارِبِ أحداثاً مِن بيروتَ إلى لاهاي وما بينَهما ثورةُ رومية الثانيةُ التي أُخمدت من دونِ وعدٍ بعدمِ تَكرارِها فالقوةُ التي استخدمها وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق لترويضِ السجناءِ تنذرُ بتجدّدِ الشغَب ما لم تَتعاطَ الحكومةُ اللبنانيةُ معَ رومية على أنّه مأساةٌ متجسّدةٌ في سِجن وهذه المأساةُ يُقِرُّ بوجودِها المشنوق شخصياً حيث يكتظُّ في المبنى “دال” نحوُ ألفٍ وأربعِ مئةِ سجين يتوزّعون على تِسعةٍ في كلِّ غُرفةٍ لا تتّسعُ لأكثرَ مِن ثلاثةِ أشخاص وعلى الرَّغمِ مِن احتجازِهم عَسكريينَ وأطباءَ منَ السِّجن فقد نفّذ المشنوق خُطةً أمنيةً موضعيةً أَنقذتِ الحال وهو كانَ على استعدادٍ لتَطبيقِ عاصفةِ حَزمٍ على رومية ما لم يُطْلِقِ السجناءُ سراحَ السجناءِ الأمنيين لكنّه في المقابلِ يتحدّثُ عن حكومةٍ تُجافي سجونَها وتُسيءُ معاملتَهم إنسانياً من خلالِ عدَمِ تسريعِ المشاريعِ التي تؤهلُ رومية وتجعلُه سِجناً قادراً على الاستيعاب لكنْ إذا كانت وِزارةُ الداخليةِ تَطلُبُ سيراً منتظِماً في رومية فإنّ غراماتِ نظامِ سيرِها على الطرقاتِ المقبل سيُكدّسُ لها حَنَقاً شعبياً مع بَدءِ تطبيقِ القانونِ الأربِعاءَ المقبل حيث شكواهُ منه وفيه بفرضِه تأنيباً مالياً مرتفعاً وفي دولةٍ تسيرُ عكسَ السير سياسياً وإدارياً فالمخالفاتُ مطلوبٌ استيفاءُ رسومِها لكنْ ماذا عنِ الدولةِ عندما تُخالفُ في وضعِ شاراتِ السير ولا تُضيءُ أنفاقاً وطرقات تُطبّقُ نظامَ رادراتِ السّرعةِ على مناطقَ دونَ أخرى وتتركُ المواطنين “بشطارتِهم” يتغلّبون على حُفَرِ الشوارعِ التي تأتيك على شكلِ مفاجأت وغيرِها مِن الكمائنِ التي تتحمّلُ الدولةُ مسوؤليتَها وتحديداً وزارتي الداخليةِ والأشغال بحيثُ تؤكّدُ قُوى الأمنِ أنها تراسلُ هاتينِ الوِزارتين منذ العامِ الماضي لتحسين ظروفِ السيرِ على الطُرُقاتِ قبل تنفيذِ القانون لكنّ الوِزاررتينِ لا تستجيبان وسيراً نحوَ مِلفِّ المخطوفين فقد اجتمعَ الأهالي اليومَ إلى زعيمِ الحزبِ التقدميِّ النائب وليد جنبلاط الذي منحَ ثقتَه للواءِ عباس ابراهيم الساعي بكلِّ إيجابيةٍ للوساطةِ في الحل وربطاً أكّدت مصادرُ متابعةٌ للمِلفِّ أنّ المفاوضاتِ غيرُ متوقفةٍ على الإطلاق وأنّ ما أرسلتْه النصرةُ معَ بعضِ الأهالي أمسِ قد يفسّرُ ضغطاً لتعديلِ اسمٍ أو لرفعِ مستوى الشروط وتشيرُ المصادرُ عينُها إلى أنّ الجهةَ اللبنانية نفّذت الشروطَ كافةً وكلَّ ما طُلبَ منها وهي اليومَ في انتظارِ وصولِ الموفدِ القطَريِّ وزيارته الجرد لإتمامِ الصّفْقة والى جرود لاهاي حيث تستكملُ المحكمةُ الدّوليةُ استماعَها اِلى شهود الادعاء يومَ الثلاثاء المقبل والذين إستحضرَهم صديقُ المحكمة كينيث سكوت وتوضيحاً للمشاهدين فإنه عندما نذكرُ عبارة صديق المحكمة نَعني بها جهةَ الادعاءِ العام أما الصفةُ الأقربُ إلينا فهي عدوُّ الإعلام فيما صداقتُه للمحكمة غيرُ ملحوظةٍ في قوانينا الوضعية فاقتضى التوضيح.