Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 8/6/2015

دول عظمى تشبك يدها العسكرية للحرب على الإرهاب من فوق. تخسر في السماء الممتدة من العراق إلى سوريا وترتفع سحب الإرهاب لتغطي كل المنطقة. هناك تتوالى الانهيارات الدولية ويجري إهداء محافظة تلو أخرى لدولة داعش وهنا على مرمى عزيمة تنهزم الهزيمة وترتفع تلال وسهول وجرود إلى تحريرها من الإرهاب وآخر القبضات وصلت إلى فليطة بجرد عرسال. لو أقدمت قوات سمير جعجع على هذه العملية لرفعنا لها التحية أما وقد أنجز مقاومو حزب الله تلك المهمة فإن جهادهم ودماء شهدائهم وعزمهم على تسييج القرى من أي عبور إرهابي هي دين على الوطن لم يعتادوا ثمنا على تحرير القرى لكن أقل الواجب الاعتراف لهم بأنهم أنقذوا لبنان من إرهاب ما كان ليعرف حدودا، قال من قال واعترض من اعترض. فدماء اللبنانيين وأهالي القرى الحدودية ولاحقا قلب المدن واستهداف الجيش والهلع من السيارات المفخخة. لن تكون كلها ثمنا لمكسب سياسي تجنى أرباحه طائفيا لأن الإرهاب عندما يضرب لن يستحصل على شهادة نفوس ولما خطف العسكريين والأمنيين في آب الماضي فإنه لم يتوقف عند طوائفهم فشمل السني والشيعي والدرزي والمسيحي هم توحدوا علينا وعلى الأقل فلنتوحد ضدهم ونعترف بأنهم كانوا قادمين وأن هناك من قطع أوصالهم ووقف حاجزا “على سن ورمح. ملاذهم الوحيد بيت أبو طاقية فأبو مالك الذي أنزل عن التلة ربما تردد إلى منزل مصطفى الحجيري غير أن شيخ الإرهاب نفى ذلك وكلف نفسه متحدثا باسم زعيم النصرة معلنا أن أبو مالك لن يغلق باب المفاوضات في قضية العسكريين. هذه المسألة لن تكون في حاجة لا إلى تصريح من التلة ولا إلى توضيح من أبو طاقية فالنصرة ضاقت خياراتها وهي تدرك أن حزب الله لا يعود من الجرد بأياد فارغة ولا بد أن قبضته وقعت على إرهابيين احتفظ بهم وتدرك النصرة أيضا أن طرق جردها لم تعد سالكة وعليه فإنها مدفوعة إلى خيار وحيد وهو حماية المخطوفين العسكريين بأشفار العيون والحفاظ على حياتهم لأن وجودهم أحياء هو حفاظ على حياة عناصرها وخلف هذه الحقيقة لن تعود الصورة المفروضة على العسكريين أصدق من الواقع سواء أجبرتهم النصرة على حمل السلاح لمقاتلة الجيش وحزب الله أم دفعتهم إلى الإدلاء بتصريحات على حد السيف وجل ما تنشده المنظمة الإرهابية حاليا هو التفاوض على ممرات آمنة في مقابل تسليم العسكريين ولهذا الهدف سوف تعتني بالمخطوفين أكثر من اهتمامها بمصير رئيسها أبو مالك التلي هزيمة النصرة في الجرد لا يضاهيها سوى سقوط إمبراطور تركيا من أعلى حلمه وتكسير رئاسته على من صنعها وبصفعة كردية هوى السلطان رجب طيب أردوغان مصطحبا مشروعه بالتوسع من الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر قبله كان سلاطين تركيا يعتلون الحلم عينه وقد جاراهم الزمن السياسي آنذاك فحكموا وتوسعوا إلى أن أصبحوا إمبراطورية عثمانية هجرت المسيحيين ودمرت كنائسهم ونفذت مجزرة المليون أرمني. قضى السلاطين على بطاركة أنطاكيا وجاء أردوغان ليستكمل القضاء على سائر المشرق. حكم على سيرة أسلافه عينها فساعد الإرهاب على تهجير المسيحيين وأرسل قوافل المسلحين إلى سوريا ودعم النصرة وداعش والقاعدة وكل من يقول أنا إخوان بنى امبراطويته من البحر إلى البحر وامتد إلى مصر وعينه على لبنان من بوابة جرود عرسال لكن الضربة القاضية كمنت له في صندوق الانتخاب وأبطال كوباني الذين قاوموه على الأرض أنزلوا حلمه الرئاسي من أعلى سماء.