بتاريخٍ لم يَمُرَّ عليهِ الزمن خَرج صبيٌّ اسمُه شادي من سجنِ رومية بتدخلاتٍ سياسية وسياراتٍ حكومية وصل إلى طرابلس فاتحاً محمولاً على راحةِ الكّفّ برّأُوه خلافاً لطبيعتِه وتجاوزوا البلاغاتِ الخطِرةَ بحقِّه التي تصنّفُه إرهابياً يُعيدُ التاريخُ تَكرارَ نفسِه بتدخّلاتٍ سياسية لكنْ مشياً على الأقدامِ وبلا سياراتٍ رسميةٍ تنتظرهُ ورفيقُه أسامة منصور عند بابِ المسجدِ الذي تَحصّنَا به وفي صبيحةِ اثنينٍ مُشرقٍ عاد جامعُ عبدالله بنِ سعود خالياً مِن قاطنيه وبلا مظاهرَ مسلحةٍ أو أيِّ إشارةٍ تقول إنّ هذا المسجدَ كان في يومٍ مِن الأيامِ مربّعاً أمنياً لمَن يراقبُ مشهدَ الانسحابِ الهادئ يَخالُ أنّ شادي المولوي كان يُصلي فحَسْب وأنّ أسامة منصور لم يَتزعّمْ إلا جماعةً للتقوى وهما أتمّا واجبَهما الدَّعَويَّ وتواريا عن أنظارِ المريدين حلٌّ بالتراضي سياسيٌّ على أمرٍ واقع وهو من بناتِ أفكارِ وزيرِ العدل أشرف ريفي الذي قال إنّه اقترحَ هذا المَخرَجَ في اجتماعِ فاعلياتِ طرابلس وأعلنَ أنّه طلَبَ في هذا الاجتماعِ أن يُغادرَ المولوي ومنصور إلى أيِّ مكانٍ يريدانِه جزاهُ الله كلَّ خير وبارك السياسيونَ مساعيَه وزيرُ عدلٍ يقترحُ هَرَبَ المرتكبين ويُؤكّدُ أنّ شادي وأسامه لم يُغادرا معَ سلاحِهما وهو الأعلمُ وواجبٌ تصديقُه لأنّ ريفي خبيرُ مهرّبين وأبٌ صالحٌ لمن وصفَهم بأبنائِه قادةِ المحاور في المعلوماتِ التي أعقبتِ الخروجَ أنّ الشخصين المعنيينِ ما زالا في بابِ التبانة ولم يَخرُجا إلى الجهاد في بلادِ الدولةِ الإسلاميةِ الواسعة بل سيَنغمِسا في المجتمعِ الطرابلسي “ويا دار ما دخلك إرهاب والدولةُ الإسلاميةُ المنتشرةُ في أصقاعِ العراق وسوريا وتَقتربُ من الحدودِ معَ لبنان لن تكونَ في حاجةٍ إلى مزيدٍ مِن المتطوعين وهي تعاني فائضاً تستعملُه في عملياتٍ انتحاريةٍ عشوائية وبعضُها ضربَ عين العرب في الساعاتِ الأخيرة عينُ داعش بعد كوباني على قلبِ المدنِ العراقية عَشَرةُ آلافِ مقاتلٍ يزحفونَ إلى بغداد وفق ما أعلن مسؤولُ مجلسِ محافظةِ الأنبار المحافظةِ التي يُحاصَرُ فيها نحوُ أربعينَ ألفَ عراقي الزحفُ الأسودُ وقضايا خليجيةٌ أخرى دَفعت أميرَ قطر الشيخ تميم الى زيارةِ السُّعودية للقاءِ الملِك عبدالله بنِ عبدِ العزيز اليوم فيما صوّبت دولةُ العراق نحوَ منشأِ الخطر واستغربَ رئيسُ وزرائها حيدر العْبادي أعتذارَ نائبِ الرئيس الاميركي جو بايدن الى تركيا ودولِ الخليج واتّهم العْبادي هذه الدولَ بتبنّي الخِطابِ التكفيريِّ وانتقدَ إسنادها أدواراً الى المعارضةِ السورية وهي تعلمُ أنّ أقوى أطرافِ المعارضة هم داعشيون ونصرة وإرهابيون.