صوت اميركا يصل من وراء البحار الى سهول الجنوب ومرتفعاته: لا تفتحوا الجبهة, ردوا بعمق الكيلومترات القليلة ولا تتوغلوا الى الاعماق وبين الانفاق هي رسائل بالخط العبري تجنب اسرائيل إرهاق الجبهتين لكنها تمنحها حق اللجوء الى توزيع التهديد الفراغي والذي لن يخشاه بلد الفراغات المتعددة…
وضمن حدود كيلومترين من الشمال وكيلومترين صوب الجنوب تدور المعركة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي الذي ينتقم من بلدة عيتا الشعب..
تلك الارض التي مسحت به الارض في عدوان تموز الفين وستة وعلى الحد, والعين بالعين, ترد المقاومة على العدو بالاسلحة الصاروخية في خربة المنارة وثكنة برانيت وتلة سعسع وموقع هرمون, فيما يرد الاحتلال بقصف احياء سكنية في قرى امامية ولأن العدو يتخطى كل حدود في جرائمه من الجنوب الى قلب غزة ، فإنه استقدم الحرب الى ميدان مجلس الامن مستندا الى تأييد اميركي غير مسبوق في حق الدفاع عن النفس، والذي كرره وزير الخارجية انطوني بلينكن اليوم
فسفير اسرائيل في الامم المتحدة شعر بحياء يخدش إجرامه لدى تحدث الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش عن الحرب في غزة فطالب باستقالته لكن غوتيرش قال القليل من بحر دم كبير في القطاع حيث دخلت عربات السوبر ماركت إلى الخدمة الفعلية في نقل الشهداء والمصابين من جحيم الغارات الإسرائيلية المتواصلة إلى ما بقي من مؤسسات استشفائية قيد العمل في وقت أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن المنظومة الصحية باتت على شفير الانهيار
اما صواريخ القسام فقد قصرت المسافة بين غزة والقدس وحولت عمق تل أبيب مرورا بساحل الكيان حتى حيفا إلى جوقة لصفارات الإنذار بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي انضم اليوم إلى الحلف الأميركي والأوروبي الداعم لإسرائيل ومن داع إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحول ماكرون إلى طرف في الحرب وجندي احتياط في جيش بنيامين نتنياهو وكسلفه الأميركي فتح عينا وأغلق أخرى على المذابح التي ارتكبها ويرتكبها نتنياهو ضد المدنيين في لقطاع ومعهم استهداف كل الأماكن المقدسة من مساجد وكنائس .
في مشهد اليوم كما بالأمس مأزوم يتكىء على موهوم, وحجيج من مقام رؤساء دول الصف الأول يخوضون معاركهم الانتخابية على الدم الفلسطيني. لكن أهل غزة ليسوا مجرد أرقام وحواصل فلكل منهم حكايته في تعميق حفرة الاحتلال, ومقاومتها قطعت تذكرة “وان واي تيكيت” لنتنياهو حيث أظهر استطلاع للرأي أن نحو ثمانين بالمئة يطالبون باستقالته وبينما يحاول لملمة أشلائه السياسية فهو يغرق في حمام الدم بجرائم الإبادة والتطهير العرقي والعقاب الجماعي بحق غزة وهي جرائم ستضاف إلى سجل فساده الحافل ومن هذا المنطلق يهرب إلى الأمام على بر القطاع ليقينه بأن ساعة الصفر ستكون صافرة نهايته.
يتحصن نتنياهو بالدعم الغربي ومن خلاله يبعث ببرقيات تحييد الجبهة الجنوبية ويقول: إذا ارتكب حزب الله خطأ المشاركة في الحرب فإنه سيندم لكن حزب الله هو في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزة ويده على الزناد بالمدى الذي يقدره مطلوبا بالمواجهة بحسب ما قال نائب أمينه العام. وعلى مشارف تلك الجبهة كانت جولة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حيث رأى أن الجيش هو ركن البنيان الوطني وإليه تشخص العيون اليوم
في الداخل والخارج. إلا أن خلاصة المشهد اختصرها الزعيم وليد جنبلاط الذي قال إن الأمر في الجنوب لا يعود الى حزب الله فقط فلا نعرف ماذا تريد إسرائيل. واعتبر جنبلاط ان حزب الله لا يزال يمسك بزمام الأمور فيما قال النائب وائل ابو فاعور إن الحزب لا يزال يتصرف بحكمة وفي الاجراءات الروتينية الاعتيادية قررت السفارة السعودية في لبنان اجلاء عوائل الموظفين الدبلوماسيين عبر مطار بيروت على طيران السلاح الحربي السعودي.