هم ليسوا أرقاما أو مساحات قرى.. لكن أسماءهم أصبحت متعذرة التعداد.. وصورهم تدل على مدنيتهم: أطفال ونساء.. مسعفون وسكان حارات قروية والبقاع.. يسلم راية الدم الى الجنوب يوميات أكبر من قدرة الصامدين على الاحتمال، حيث تدخل اسرائيل الى بيوتهم ليلا فتدمر عمرانها فوق رؤسهم في بلدات بقاعية،
ثم تستأنف عملها التدميري جنوبا فتضرب من أقصى الحدود الى حارة صيدا لا توفر المجزرة الزمن لأختها المجزرة…
لا يتاح للشهيد فرصة الوداع…
وتتدافع الاجساد مسجاة الى مدافن الودائع أصبح الموت مرادفا للروتين اليومي.. والغارات صارت زائرا دائما لكنها تتنزه بين المدن.. تاركة بحور دماء وينابيع دموع هو الوصف الذي عجزت عنه كل الأوصاف وانهزمت أمامه قوانين العالم…
الشاهد الصامت على جرائم ضد الانسانية وحدها مدن البقاع وبعلبك تروى وترتوي بدماء أطفالها.
ووحده الجنوب يقاتل ويقتل ولا رادع امام الوحش الاسرائيلي القادم الى البيوت جوا.. لكنه يتململ برا وليس آخر الغارات.
هي تلك التي طرقت أبواب بيوت الله فأنزلت نيرانها على مجمع سيد الشهداء في حارة صيدا، الذي يستضيف نازحين من كل الجنوب.
واما ساعات الضوء في بعلبك فكشفت عن حصاد الليل الدامي عشرون بلدة بقاعية طالها العدوان الاسرائيلي في اقل من اربع وعشرين ساعة…
وعدد الشهداء فاق الستين الى جانب عشرات الجرحى واسرائيل المسيطرة جوا بطائرات ومسيرات ورافعات تجسس تحوم برا حول الخيام بمدينتها وسهلها والتي تشكل اهمية عسكرية واستراتيجية وتاريخية كبرى دبابات وآليات عبرت باتجاه الحمامص ليلا…
هناك تحدثت المعلومات عن اشتباكات ضارية مع المقاومين أخفقت محاولة الدخول الاولى فأعاد جيش الاحتلال تكرار التجربة اليوم عازما على التقدم البري من نقطتين ومع اشتداد وتيرة اطلاق النار.. كان بنيامين نتنياهو يطلق النار على كل محاولات التوغل السياسي صوب الحل. أطبق زعيم الحرب على منافذ الصفقات ولم يمنح الموفد الاميركي اموس هوكستين فرصة النقاش ونفذ غارات على كل الطروحات الذاهبة الى تبريد الجبهات.
ونتانياهو المقيم على جبال النار سيعقد اجتماعا اليوم يدرس فيه إجراء تغييرات في فريق التفاوض بشأن الأسرى والذي شارك في المحادثات التي تشهدها الدوحة. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، إن “هناك خطوطا متوازية للعمل على خفض التصعيد في لبنان وغزة”.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مسؤول سياسي، تأكيده أن “الجدول الزمني لنهاية الحملة في لبنان قريب ويتضمن أسابيع قليلة مشددا على ان “الاتفاق سيؤمن دعما أميركيا لعمل إسرائيل على منع حزب الله من الاقتراب إلى الحدود.
وفي تقديرات وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش فإن “الحرب في الشمال ستنتهي قبل نهاية العام”. فيما افادت صحيفة “معاريف” العبرية بأن “ما يتم بحثه في واشنطن هو تمرير قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله”.
كل هذه التقديرات يرفسها بنيامين نتنياهو متقدما في حل الحرب وحده..وفي الاستمرار بالاغتيالات وعلى رأسها الامين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والذي توعده يواف غالانت ووضعه على خريطة الاستهداف قائلا إن تعيينه ” موقت”.