رعد الصيف الاسرائيلي وزبد الحرب الذي بدأ في خريف الطوفان قبل تسعة أشهر تكسر عند بوابات الجنوب اللبناني وحده شاؤول غولدشتاين الرئيس التنفيذي لشركة نيغا الكهربائية يختصر احتمالات المواجهة الشاملة عندما يقول: في أي حرب, بعد اثنتين وسبعين ساعة من دون كهرباء سيستحيل العيش هنا…
وعلى الرغم من هذا الإقرار وغيره في المؤسسة العسكرية المهدهدة مخالبها فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعي أن “إسرائيل” ستتمكن من تحقيق انتصار سريع على حركة حماس وردع حزب الله اللبناني في أي حرب مستقبلية قد تخوضها.
ولكنه ربط هذا الانتصار بحصوله على ما يحتاجه من اسلحة اميركية وكرر نتنياهو “نتانته” عندما ادعى ان الجيش الإسرائيلي ذهب لأبعد مما ذهب إليه أي جيش آخر في التاريخ في محاولة لتجنب سقوط ضحايا مدنية في غزة واذ أبقى نتنياهو على الخلاف قائما مع الولايات المتحدة، فإن واشنطن اكتفت بتوجيه انتقادات لاذعة عندما اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن تصريحات نتنياهو كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرا لحجم الدعم الذي نقدمه…
وسنواصل تقديمه واذا حذفنا الإهانة جانبا والتي تعايشت معها اميركا، فإن تصريح البيت الابيض يشكل بحد ذاته مضبطة اتهام للولايات المتحدة بوصفها شريكا في حرب قدم لاسرائيل أسلحة تفوق أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية واختلف معها على تفصيل واحد يتعلق بقنابل تزن الفي رطل كانت مساهمات اميركا “رطل ووقية” في حرب تشارف على الاربعين الف قتيل ومئات الآلاف بين جرحى ومشردين ومفقودين ووفق القانون الدولي تعتبر شريكا ضالعا في الإمداد العسكري غير ان واشنطن لم تتوقف الا عند عبارات وصفتها ” بالمهينة” من نتنياهو والدولة العظمى التي توزع عقوباتها على سائر المعمورة تكتفي مع “بيبي” بابداء علامات التعجب وتمر عليها الإهانة كمرور “الصرصور” الزاحف على مؤتمر المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر والذي تعامل مع الزواحف بابتسامة عريضة وحيث لا عقوبات على المسؤولين الاسرائيليين.. ايضا لا مقاطعة لهم…
وتستقبل واشنطن الاحد وزير الامن يوآف غالانت, فيما اجتمعت الخارجية مع مسؤولين اسرائيليين كبار اليوم, وفي عز الخلاف كان الوزير انطوني بلينكن يجري مشاورات في تل ابيب وستكون جبهة الشمال على رأس لقاءات غالانت مع وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين. وهذه الجبهة لن تتحمل تبعاتها اسرائيل بعد اقامة شريط طويل من توازن الرعب الذي هد الحيل الاسرائيلي قبل ان تبدأ المعركة وفي الترسيم الاممي للحرب فإن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش اكد انه لا يوجد حل عسكري للاوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الاسرئيلية واعتبر ان شعوب العالم لا يمكن ان تتحمل ان يصبح لبنان غزة اخرى.