سُعفُ النخيل, أغصانُ الزيتون, شعنينةُ الأحدِ السابعِ في زمنِ الصوم، وكلُّ ما يرمزُ الى السلام صار دما في أرضِ المهد فلسطين والآتي على إسمِ الخلاص، يتطلعُ عن بُعدِ ألفَيْ عام، فيجدُ أنَّ من حاربَهُ في القُدسِ القديمة، تطورت وسائلُه وأهدافُه اليوم وأصبحَ يأخذُ كلَّ فلسطين على طريقِ الجلجلة ويصلِبُ غزة على خشبَة لم يرحموا يسوع المسيح قبلَ ألفِيتيَنْ, وهو نفسُهُ الشعبُ الذي صنفَ جِلدتَهُ بأنه الشعبُ المُختار, يتعاملُ مع الغزاويين بمحرقة وإبادة وحرب تجويع وحصار لم تشهد لها العصور وباتت للشهرِ السادس توازي بآلامِها أسبوعَ الآلآم وليسَ هذا الألمُ النازف قيامة إذْ تبدو المفاوضاتُ عالقة في سوقِ الوقت الذي تستثمرُه اسرائيل لصالحِ عمليات جديدة في القطاع وقد أعلنت اليوم أنها بدأت عملية في منطقةِ الأمل بخان يونِس، مع استمرارِ حصارِها للاسبوعِ الثاني لمستشفى الشفاء والقصفُ المتواصلُ على المستشفى وفي محيطِه وصَلَ حدودَ قسم الولادة واستُشهِدَ خلالَهُ خمسةٌ من الجرحى المحاصرين كما وَضِع العدو مستشفيي الأمل وناصر على لائحةِ الأهداف وبدَءَ بقصف عنيف أدى الى خروجِ المرضى والموظفين شبهَ عراة ولم تُثمر في المقابل مفاوضاتُ الدوحة حتى اليوم عن نَواةِ الصفقة اذ غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليم بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنياع دولة قطر لإطلاعِ كلّ من واشنطن وتل ابيب على تفاصيلِ الجولةِ الأخيرة من المحادثات ولابتزازِ واشنطن في مشروعِ وقفِ إطلاقِ النار وصفقةِ التبادل، توجهَ وزيرُ الحربِ الاسرائيلي الى العاصمةِ الاميركية مزودا بحُزمةِ طلبات قال إنها ستركزُ على التفوقِ النوعي العسكري لإسرائيل علما أن أسبابَ الزيارة التي استدعت انتقالَهُ الى أميركا هي مخاطر اجتياح رفَح واعطى بنيامين نتنياهو نفسَه وعدا بانه سيدخل رفح ويحقق نصرا مطلقا وسيقتل السنوار .
وبينَ مواعيدِ واشنطن الثمنية عسكريا، وانتظارِ محادثاتِ الدوحة يبقى الوضعُ على ما هو عليه وضمنا لبنان الذي شهد على توسيعِ الاعتداءات اليوم الى منطقةِ البقاعِ الغربي بعد مدينةِ بعلبك ليلا والمسيَّرات الاسرائيلية انزرعت في سماءِ لبنان منذُ أربع وعشرينَ ساعة واحتلت مساحة الطيور على نحو مكثف وقد أغارت واحدةٌ منها على منطقة الصاويرة, اذ كانت تلاحق احدى الشخصيات غير ان الصاروخ ضل طريقه واصاب سيارة عامل سوري سرعان ما فارق الحياة واعلن جيش العدو قبل ذلك تنفيذ هجوم على ورشة من الوسائل القتالية التابعة لحزب الله في بعلبك فيما ردت المقاومة مباشرة على الهجوم باستهداف القاعدةَ الصاروخيةَ والمِدفعيةَ في يوآف وثُكنة كيْلَع حيث كانت قوةٌ من لواءِ غولاني تتدربُ بعدَ عودتها من قطاعِ غزة بأكثر من ستينَ صاروخا.