غاب نهار آخر من الحرب على غزة لتؤكد فيه اسرائيل ان قرارات مجلس الامن “وصواريخها سوا” حيث لا اعتراف بالرقم 2728 كما زملائه من القرارات ذات الصلة . واستكملت اسرائيل نارها وكأن قرارا لم يكن ، حيث انهمر القصف على المدنيين داخل منازلهم واثناء التقاطهم المساعدات الهوائية في دير البلح و حي الرمال ومخيم الشاطئ وتل الهوى بمدينة غزة ووسط خان يونس وغربها.
ومع استمرار القصف توالت تاكيدات بنيامين نتياهو لاجتياح رفح حتى لو جاء الامر عندا بالاميركي وسط تحذير مباشر وجهه وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال اجتماعه بوزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن ونبه من مخاطر اجتياح رفح والاخطر ان اسرائيل تصور هذا الاجتياح على انه مسألة اخلاقية ، وهو ما ابلغه غالانت لبلينكن وما باتت تنطق به قيادات اسرائيلية تدعي الحرص على انقاذ الرهائن .
ومن الناحية الاخلاقية الاممية، فإن اسرائيل عممت نموذج عدم الانصياع للقرارات الدولية ولم تعر اهتماما لدول عربية رحبت وبشبه اجماع بما صدر عن مجلس الامن بالامس في سابقة هي الاولى منذ بدء الحرب على غزة، وهذا ما يحتم تدبيرا تنفيذيا من المجلس ما دفع بالمملكة العربية السعودية الى مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، والتأكيد على تقرير مصير الشعب الفلسطيني عبر مسار موثوق لا رجعة فيه لإقامة دولته الفلسطينية، وهذه الدولة ليست حتى الآن سوى حلم على ورق عربي تبتعد عنه اسرائيل مع كل حرب وترسم الرفض لها علامة وجود.
ولحين رسمها مرة جديدة فان المفاوضات شبه متوقفة على صفقة التبادل، ونقلت رويترز عن مسؤول اسرائيلي قوله إن يحيى السنوار عرقل المحادثات لإشعال التوتر في رمضان , فيما لم تعترف تل ابيب لا برمضان ولا برجب ،وتخوض حربها على الرغم من التظاهرات الاسرائيلية التي تطالبها يوميا باتمام الصفقة وتحرير الرهائن.
وللمعاملة بالمثل على الجبهة الشمالية مع لبنان، طالت صواريخ المقاومة اليوم مبنيين في مستعمرة أفيفيم بالجليل الغربي وسقط عدد منها على مصنع للنبيذ حيث اندلع حريق نتج عنه أضرار جسيمة
وللمرة الأولى استهدف حزب الله ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل حيث مقر القيادة الرئيسي “بأكثر من خمسين صاروخ كاتيوشا وذلك ردا على اعتداء العدو الصهيوني في البقاع والذي تجدد عصر اليوم على راس بعلبك وبوداي .
لكن حزب الله واجه في المقابل ازمة المنصات بعدما قرعت اجراس الكنائس في بلدة رميش الحدودية على إثر شكوك من احد ابناء البلدة بوجود عناصر من الحزب قرب الثانوية وهي تستعد لإطلاق صواريخ باتجاه فلسطين المحتلة ، غير أن هذه الرواية شككت بها مصادر الحزب إذ أظهرت كاميرات المراقبة سيارتين تغادران البلدة لكن لوجستيا لا يمكن ان تضم السيارتان منصات لإطلاق الصواريخ, بسبب حجم هذه المنصات الكبير وصغر السيارتين المرصودتين بكاميرات أهل البلدة
ومن المنصات السياسية أطلق الرئيس نجيب ميقاتي صلية من وحي شهر رمضان المبارك وعلى مائدة افطار دار الايتام متحصنا بالدعاء والصبر والسكينة وكل مستلزمات المناسبة العامرة بالتقوى، وقال لن ننجر يوما الى المهاترات وسنظل فوق الحسابات الضيقة والاعتبارات الشخصية.
اما من يعيب على الحكومة انها ماضية في عملها فليبادر الى القيام بواجباته وانتخاب رئيس للجمهورية وهي فضائل ستستمر فصولها الى يوم الدين حيث لا رئيس .. ولا من يؤمنون بالانتخاب.