Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 2024/07/09

 عندما وضع جو بايدن خريطة طريق الحل لوقف الحرب في غزة وقف على مطالب حماس .. أما في خريطة الطريق الى بعبدا، فإن المعارضة الثلاثينية مرت خطا عسكريا من أمام حواجز الرئيس نبيه بري ولم تقف عند رئاسته التشاور وقطعت عنه ذهابا وايابا  .. وقدمت محصولها الى اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر من دون إذن رئيس مجلس ولا دستور لكن اللجنة النيابية تعتبر نفسها انها اخترقت جدارا محكما على زمن الاغلاق الرئاسي من كل جوانبه،  وقدمت مبادرتها القائمة على  اقتراحين: الاول  يتشاور فيه النواب  في المجلس من دون دعوة رسمية او مأسسة او اطار محدد، على ألا تتعدى مدة التشاور ثماني واربعين ساعة يذهب بعدها النواب الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية من دون إقفال محضر الجلسة حتى انتخاب رئيس للجمهورية .

أما الاقتراح الثاني فهو معكوس: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس  ويرأسها وفقا لصلاحياته، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الاولى تبقى الجلسة مفتوحة ويتم التشاور للمدة نفسها خارج القاعة  على ان يعودوا للاقتراع وبدورات متتالية بمعدل اربع دورات يوميا .

وفي خريطة الطريق اعترفت المعارضة لرئيس المجلس بأحقية ترؤس جلسة النواب ولم تنزع عنه هذه الصلاحية   وفي اول تعليق على المبادرة قال نائب امل  محمد خواجة للجديد : “يروحوا يعملوا حوار خارج المجلس النيابي” أو فليأمنوا نصاب ال86 و”يشرفوا ينتخبوا” كما كان يحصل ايام الوجود السوري

وفي قصر الصنوبر  استمعمت الخماسية بايجابية الى الطرح،  ورحبت  بانفتاح المعارضة على باقي الكتل السياسية وإبقاء الملف الرئاسي حيا وإعطائه دفعا جديدا لكن لم تعلن الخماسية موقفا من تبني هذه الطروحات، وقالت مصادرها إنها تستمع الى كل المبادرات ضمن الهدف  الامثل وهو مساعدة اللبنانيين في الوصول الى رئيس جمهورية . ويبدو ان الطرح المعارض اليوم جاء ثمرة ضغوط  مورست على رئيس حزب القوات سمير جعجع  وكانت من مخلفات زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الاخيرة

وحتى لا يبقى جعجع ” خارج الصندوق ” رمى اليوم باوراقه في خريطة طريق حملت تواقيع نواب معارضين  وليس مؤكدا ان من بينهم ” النواب المبشطين ” ممن اساء اليهم رئيس القوات في اللقاء التلفزيوني الاخير  ” والمبشطون ” الاكثر جدلا كانوا على مستوى وزراء اليوم،  اذ استخسر وزير الدفاع موريس سليم المشاركة في جلسة الحكومة التي ستعالج مشكلا هو طرف فيه ويتعلق بطلاب الكلية الحربية , فيما حرم وزير الطاقة وليد فياض  مجلس الوزراء من ضوئه وزار السراي لكن للتشاور من خارج القاعدة الرسمية وزيران بأزمتين : انقطاع الكهرباء والكلية الحربية , ولم يجدا سببا للحضور الرسمي لا بل إن وزير الدفاع غادر فور وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون،  واكتفى سليم بأن يكون قد مارس الكيدية مع عون

وبالتشاور عن طريق المحاكاة توصل مجلس الوزراء الى صيغة للحل لكنه ابقاها قيد التنفيذ وهذه الاشكالية على وجه الخصوص تظهر قيادات أبقت على نتائج الكلية الحربية سبعة  اشهر رهن العنف العسكري وتبادل الاتهامات وسجن الضباط الممتحنين في مرسوم رسمي تحت حجة أن النتائج لم تراع كل المعايير والأسس الواجب توافرها فيما واقع الامر أن لدينا مسؤولين وزعماء ووزراء وقيادات لم يراعوا المعايير لتسلم المسؤوليات .. واقل ملف لديهم يتم احتجازه والحجر عليه لحين التوافق السياسي او الترفع عن الانانيات والمراسيم الطائفية

وعلى هذه المواصفات جال وزير الطاقة بين مكاتب السراي من دون تكبد عناء خطوتين الى الامام نحو طاولة مجلس الوزراء في وقت تعيش البلاد حر تموز وعتمته وتتهدد آخر المعامل بالتوقف وتدخل الاتفاقية مع العراق مفترقا خطرا طار الوزراء كل الى هدهده السياسي…

في يوم اختارت فيه المقاومة التحليق مجددا على الاجنحة الحربية وزارت الجولان المحتل وتفقدت بالعين المجردة من اي مراقبة اسرائيلية مواقع استطلاع ومراقبة وتجسس جوية وبرية ومراكز انذار مبكر .وستوضع هذه الرحلة العسكرية في اطار مفاوضات الحلّ.. وليس الحرب، حيث إن مفاعيلها تعطي ثمارا في التفاوض وتجديد معركة توازن الرعب.