تحول مطار رفيق الحريري الدولي في ساعات الى لغة الاشارة وخرجت مواعيده عن الضبط الالكتروني. قراصنة مجهولون احكموا السيطرة على نظام الشاشات وغيروا مسار الرحلات وبثوا على لوحاتها الاعلانية رسائل موجهة الى حزب الله بتوقيع استخدم شعار ” جنود الرب “. وعلى قاعات الوصول والمغادرة معا تمكن القراصنة من التحكم بتقنية البث وتوجيه التحذيرات من خطر اقحام لبنان في الحرب مع اسرائيل وتسجيل مواقف تؤكد ان مطار بيروت ليس ملكا لحزب الله وايران. وحتى اللحظة لم يتم اكتشاف مجموعة القراصنة هذه وما اذا كانت من قلب المطار او عاملة على نظام تشغيل خارجي لكن العدوان الالكتروني طاول انظمة الحقائب المعروف ب ” بي اتش اس ” ما استدعى الاستعانة بالكلاب البوليسية للتفنيش وتؤشر الدلائل الاولية الى اختراق من الداخل فيما لم تتبن مجموعة جنود الرب البيان الموقع باسمها. ويعمل حاليا على تفكيك هذه الشيفرة الخفية في اجتماع ضم وزير الاشغال العامة علي حمية ورئيس المطار فادي الحسن فيما بدأت فرق من شعبة المعلومات ومخابرات الجيش تحقيقات تقنية لتلمس أولى خيوط الخرق. وسواء كان الخرق داخليا ام عبر تقنيات خارجية مرتبطة بالحرب مع اسرائيل فإن حركة الملاحة الجوية لم تتأثر لكن المطار الذي كان غريقا قبل اسابيع قليلة مؤهل لان يصبح مسروقا في كل لحظة ومفتوحا على كل احتمال في الاقلاع والهبوط. فاهلا بكم على متن رحلة القراصنة هذه المرة ..والى ان ” نقبض ” على الحقيقة تكون مجموعة الهاكرز قد اقلعت مع اولى الرحلات.
وفي الرحلات الدامية التي قرصنت الارواح , تجسدت كل فلسطين اليوم في قلب رجل واحد اسمه وائل الدحدوح, ذلك الهرم الذي يدفن اسرته الروح تلو الروح ثم يقبض على دمعته المتحجرة ويرمي بثقلها على قلوب المشاهدين عبر العالم. خسر وائل حمزته اليوم , الصحافي الميداني الذي استهدفته اسرائيل مع زميله مصطفى ثريا وقد اتخذت الجزيرة صفة الادعاء فيما اتخذ وائل الدحدود كل الصفات من اول الصبر الى اخره وتربع على بطولة الحزن لتختصر حكايته كل وجع غزة. ولم يشعر العدو من جانبة باي حرج لا بل اعلن رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو استمرار الحرب في القطاع على الرغم من تشظي حكومته وانقلاب الامن على قراراته . وغدا يصل وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن للمرة الخامسة الى تل ابيب وبحسب القناة 12 الاسرائيلية فانه سيطلب من نتنياهو بيانا حول الانتقال الى اليوم التالي من اجل الاطمئنان تجاه جبهة الشمال وهي جبهة لبنان التي تقلق اميركا وتتحرك لها فرنسا اما حزب الله فقد رفض منح التطمنيات وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إننا لسنا بصدد أن نقدم جوائز لأحد، عبر بحث اي من الطرحات المستقبلية قبل وقف العدوان على غزة ولبنان ووسط صمت عربي واتجاه دولي لتحريك اول دعوى ضد اسرائيل امام محكمة العدل الدولية والمقدمة من جنوب افريقيا يتقدم طرح جريء قدمه نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان عبر تبني حل العودتين بدل حل الدولتين ويتمثل هذا الحل بعودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم وفق قرارات الأمم المتحدة، وعودة اليهود إلى بلدانهم الأصلية التي جاءوا غزاة لفلسطين منها، وما زالوا يحتفظون بجنسياتها، حيث الأمان والرفاهية ورغد العيش”. ويعكس هذا الطرح مشاعر شعوب عربية وجدت نفسها وقد تقدم الغرب عليها في التظاهرات وتسجيل مواقف الاحتجاج على اسوأ ابادة انسانية في هذا العصر . فتجميع اليهود في فلسطين كما يرى خلفان كان خطأ فادحا قادهم الى الدمار، وخديعة كبرى حرمتهم من الأمان الذي وعدوا به ..و كانوا ينعمون به في بلدانهم الأصلية.