تلتمس كامالا هاريس أطراف الرئاسة الأميركية لثلاثة أسابيع حاسمة قبل المؤتمر الديمقراطي في التاسع عشر من آب المقبل.
هي أيام التعبئة للمرشحة الوريثة التي وضعها الظرف الانتخابي أمام مواجهة نمر كاسر اسمه دونالد ترامب.
وخلال المهلة الفاصلة سيكون على سيدة البيت الابيض المفترضة أن تخزن التأييد لترشيحها لتساعد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المزمع عقده في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي في إعلانها رسميا على الهوية الحزبية.
ومنذ اعلان انسحاب الرئيس يوم امس نالت كامالا تأييد عدد كبير من الولايات وحكامها ،
ولكن هذه الاصوات تعد تأييدا سياسيا لكون هاريس ستحتاج الى اصوات أكثر من نصف المندوبين في المؤتمر المقرر للترشيح.
إلا ان المرشحة المستنسخة عن عهد بايدن لا تزال حبيسة هذا العهد، وتحدثت في اول ظهور لها عن إرث انجازات بايدن التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث على حد وصفها. وهو الإرث الذي دعم حربين مدمرتين في كل من اوكرانيا وغزة… وكان طيلة سنواته الاربع مخزن أسلحة وخزينة أموال لكل من فولوديمير زيلنسكي وبنيامين نتنياهو.
ولم تخرج نائبة الرئيس من عباءة الرئيس، وهو ما عده منافسها دونالد ترامب صيدا ثمينا قد يفترسه عند اول مناظرة إن وقعت.
ومن خزائنه المحشوة بالتنمر والاستبداد اللفظي سحب ترامب ارشيفا لهاريس تردد فيه عبارات اقرب الى السطحية وتنشر ضحكاتها على مدى الولايات.
واذا ما اقر الديمقراطيون بتثبيت ترشيح كامالا هاريس فإن اميركا ستذهب في نوفمبر المقبل الى منازلة قد لا تكون متكافئة بين الجميلة والوحش.
وأما الرئيس المتبقي من ولايته بضعة شهور فإن الجمهوريين يضغطون باتجاه انتزاع بقية ايام الرئاسة وهم جاهدوا في اثبات عدم اهليته للحكم حتى نوفمبر.
ولكنهم لم يستحصلوا حتى الآن إلا على اقرار من مدير الخدمة السرية امام لجنة الرقابة في مجلس النواب والتي قالت إن محاولة اغتيال ترامب كانت اكبر فشل لنا.
ومع تحويل رئاسته الى مرحلة تصريف اعمال فإن ابرز لقاءات بايدن ستكون مع بنيامين نتنياهو الآتي الى واشنطن ملطخا بدماء اطفال ونساء غزة.
وستتم مراقبة ايادي اعضاء الكونغرس الذين سيصفقون لمجرم حرب جاءهم يطلب المزيد من الدعم.
ولكن لقاء نتنياهو مع الرئيس المنتهية مفاعيله سيكون منزوعا من سلاح التهديد والابتزاز لكون اقدام بايدن اصبحت على بعد امتار من التقاعد.
وفي غيابه عن ساحة المعركة في غزة حرك نتنياهو نوابه لخوض حروب ضد صفقة الحل في وقت سيرسل بوفد التفاوض الى الدوحة والقاهرة لاستئناف المشاورات.
وفي التشاور الداخلي وبعدما احبط رئيس مجلس النواب نبيه بري لقاء المعارضة مع الثنائي فإن واحدا وثلاثين نائبا من قوى المعارضة وقعوا عريضة تطالب بعقد جلسة لمجلس النواب من أجل مناقشة الحرب في الجنوب وللمطالبة بتطبيق القرار 1701 واتخاذ الحكومة الإجراءات اللازمة…
واذا ما اراد هؤلاء النواب ان يتحولوا الى “فاعل خير” فإن هذه العريضة يمكن لها ان تتسول نيابيا للحصول على تواقيع ستة وثمانين نائبا يؤيدون جلسة انتخاب الرئيس،
واذا ما حققوا هذا الهدف يدخلون الى جلسة بدورات متتالية ويصبح لدى لبنان رئيس جمهورية يطبق القرار 1701 ويتخذ مع الحكومة قرارات السلم والحرب.