حتى الأمس كان للبنان عدو واحد هو اسرائيل…
وبثمان وأربعين ساعة وجد الجيش اللبناني نفسه في معركة مع سوريا عند الحدود الشمالية فمن علاقات الأخوة التي كلفت لبنان سيطرة سورية امتدت اكثر من ثلاثين عاما.. إلى المواجهة الأولى بين جيشين لبناني وسوري في سياق معركة كان يمكن لها ان تحل بالتواصل بين البلدين وحقن الدماء وبدأت الشرارة من تسلل مسلحين سوريين الى داخل الاراضي اللبنانية… فتم اطلاق النار على ثلاثة منهم من اهالي المنطقة اللبنانية والذين يتزودون أيضا بالسلاح صنفت سوريا هؤلاء أنهم من حزب الله.
ونفى الحزب دخوله في هذه المعركة بشكل قاطع تطورت الاشتباكات.
وبلغت حد خطف لبنانيين يعيشون في اراض سورية وقتلهم وبينهم شقيقان من عائلة مدلج.
واستدعى ذلك موقفا حازما من رئيس الجمهورية العماد جوزاف، فاكد أن ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، ولن نقبل باستمراره.
وقال: لقد أعطيت توجيهاتي للجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران واجرى عون اتصالا بوزير الخارجية يوسف رجي الموجود حاليا في بروكسل، وطلب منه التواصل مع الوفد السوري المشارك في مؤتمر دعم سوريا، والعمل على حل المشكلة القائمة بأسرع وقت ممكن.
وبما يضمن سيادة الدولتين، ومنع تدهور الأوضاع وفي المؤتمر حذر وزير خارجية سوريا من التهديدات الأمنية التي تواجه بلاده بما في ذلك تحركات فلول النظام السابق وبعض الميليشيات. إضافة إلى خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاقية 1974، مؤكدا أن سوريا لن تتسامح مع أية محاولات لزعزعة استقراره والخروقات التي شكا منها الوزير شيباني تعم لبنان وسوريا معا.. وهي الأحق بأن يذخر لها سلاح الجيشين وليس بلدين تشارك جيشاهما الدماء نفسها ضد المحتل الاسرائيلي.
وفي اليوم الذي تضبط فيه المؤسسة العسكرية اللبنانية حدودها مع سوريا لمنع انزلاق الوضع الى الأسوأ كان طيران اسرائيل ينفذ غارات في البقاع نفسه وتمتد غاراته الى محيط قلعة الشقيف في الجنوب.
ويتقيد الجيش اللبناني بامر اليوم الذي أصدر أول طبعاته في العهد الجديد قائد الجيش العماد رودولف هيكل فقال إن التحديات التاريخية التي تواجهنا، وعلى رأسها التهديدات والاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي، تبقي رهان العهد الجديد، كما رهان اللبنانيين كافة، على صمودنا واستمرارنا ونجاحنا في توفير الأمن والاستقرار، اللازمين لانطلاق بلدنا في طريق التعافي الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي.
وهذه التوترات بين حدودين اثنين: اسرائيلي وسوري… حطت أيضا على أول جلسة وزارية في السرايا الحكومية.
وقال وزير الإعلام بول مرقص ان التلعليمات أعطيت بالتشدد في ضبط الحدود.
ولاحقا اعلن مرقص للتلفزيون العربي ان لبنان سيرد على اطلاق النار من الجانب السوري حتى إسكات صوت الرصاص موضحا ان ما جرى هو سقوط ثلاثة قتلى من المهربين السوريين يوم امس بخلاف الرواية السورية والجلسة الوزارية عاينت اليوم الية التعيينات الادارية.
وقررت اجراء تنقيح لغوي على صيغتها… اما حاكمية مصرف لبنان فانها تنتظر وصول جان ايف لودريان لاجراء المعاينة المالية والسياسية على الاسماء…
ويبدو ان الموفد الفرنسي سيكون مزودا باسم المرشح الرئاسي سابقا سمير عساف.