اعنف المعارك الضارية تخوضها اسرائيل جنوب قطاع غزة محتفظة بقتال الشمال، ودفعت بأربعة ألوية جديدة لمؤازرة الهجوم على خان يونس، معلنة ان هذه العملية ستستمر اياما عدة،
وتشمل مداهمة معاقل حماس الرئيسية.
وأظهرت المشاهد من القطاع ان العدوان على سكانه قد ارتقى فعلا الى تصنيف الابادة والجرائم ضد االانسانية، حيث تصل الجثث الى المستشفيات بلا ملامح، فيما ينقل الجرحى على الجرافات لتعذر تأمين الاسعافات.
هي ايام ضغط ناري ينشرها بنيامين نتنياهو وصحبه من المتطرفين، والتي تدخل الجيش الاسرائيلي في دوامة قتل وسقوط، حيث أعلن مقتل ضباط ثلاثة هم في رتب عالية من نائب قائد كتيبة الى قائد سرية وقائد فصيلة في لواء المظليين…
وتلك بداية الصيد المقاوم حيث ما يزال المعسكر الاسرائيلي يعتقد بأنه سيخرج من أنفاق غزة بأسراه وقادة طوفان الاقصى، وهو بالكاد يعثر على ” الفردة الثانية لنعل السنوار” .
ومع خساراته في الميدان العسكري، فإن نتنياهو يسابق زمنه للابقاء على النيران مشتعلة، رافضا كل الاقتراحات لتبادل الاسرى، وهو قال اليوم للداخل الاسرائيلي: انا ارفض رفضا قاطعا شروط الاستسلام لوحوش حماس بحسب تعبيره…
وكانت آخر العروض ما دفعت به كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر عبر ما وصف بالخطة المتدرجة ومدتها تسعون يوما تبدأ بإطلاق سراح محتجزين، وتنتهي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإنهاء الحرب.
ومع “رفسه” لكل الحلول المطروحة… وفي المدى الأبعد استبعاده لحل الدوليتن، كان نتنياهو يبرق باقتراحات أشبه بالهلوسات ويقدمها الى الاتحاد الاوروبي وتدعو الى بناء جزيرة للفلسطينيين في عرض البحر الأبيض المتوسط .
ورد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على مقترح تل أبيب،
وقال إن “الفلسطينيين ثابتون في أرضهم، ومن يقترح إنشاء جزيرة يذهب هو إليها.
هذه السقوف العالية لاسرائيل ترفع بمثلها على جبهة الشمال حيث استمر القصف بوتيرة عالية في قرى جنوبية حدودية، واعلن جيش الاحتلال انه استهدف نقاط مراقبة ومبنى عسكريا لحزب الله في اربع بلدات، وآخر الغارات شملت غارة على مارون الراس وثانية على مجدل سلم.
وفي ظلال الدائرة النارية… بدء تحرك للخماسية بالتزامن مع اجتماع يطل على شرق المتوسط من نيويورك غدا ويشارك فيه لبنان عبر وزير الخارجية عبدالله بوحيب.
وعلى شواطىء اليرزة الدبلوماسية اجتماع لافت بين السفير السعودي وليد بخاري والسفير الايراني مجتبى اماني، وعلى السجاد السعودي في خيمة السفارة تم بسط الملفات الراهنة من الرئاسة اللبنانية الى العلاقات السعودية الايرانية التي تشهد تقاربا بين البلدين ولم تكن المداولات مجرد “أماني” انما بحث بند الخماسية ضمن تشريح عملها وعلى الرغم من انها لن تتحول الى خمسة زائدا واحدا…
ولكن الطرف الايراني بدا مهتما بتحركها ومسارها ونتائج عملها، وهو يرى أن عملها عقلاني وطروحاتها معقولة لكن لم يبحث في اللقاء دخول ايران شريكا سادسا .
وأما تحرك السفير بخاري غدا الى عين التينة فلن يكون مدرجا ضمن اطار الخماسية بل هو في سياق منفصل على ان تتحرك الخماسية اعتبارا من الاسبوع المقبل .
وقبل الرياح الخماسية تضرب مجلس النواب عاصفة الموازنة العامة بعد غد الاربعاء وقد بدأت الكتل الاستعداد لطقسها العاصف فيما اختار التيار الوطني الحر “الفزلكة” على الموازنة عبر تقديم النواب اقتراحا بالشكل وليس في المضمون .