وزير المال يوسف الخليل بصحة جيدة لكن المال اللبناني معتل ومصاب بمرض عضال من دون أمل بالشفاء بسبب نقص العلاجات والعقاقير التشريعية والإدارية وفور انتشار الشائعة سارع وزير الخزانة الى مكتبه ليؤكد أن سيولته الصحية بكامل جريانها، ومحفظته العقلية تفرز موازنات وأعطى دليلا جاء على شكل إعداد موازنة العام 2025.
ومن وفرة النشاط أعادت وزارة المال كلا من حنا فارس ونعمة البراكس الى مراكزهما في الجمارك وهما المدعى عليهما في ملف انفجار المرفأ فرئيس مصلحة المرفأ ورئيس ادارة المانيفست متورطان إهمالا وتقصيرا في انفجار ما تزال تداعياته حاضرة منذ اربع سنوات، وهو ما يفسر خلفياته الزميل رياض قبيسي خلال هذه النشرة.
وباللون السياسي يحسب كل من فارس والبراكس على الصباغ “الأورنجي” الذي لا يتردد في فتح ملفات الفساد بين كل مؤتمر وآخر غير أن هذا الفساد لا يراه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلا من رؤيته المصرفية فأعلن اليوم ان التكتل وقع على سؤال للحكومة حول منع القضاء من القيام بعمله والوجهات التي تحولت إليها الأموال للخارج. وقال إن هذه قضية حق لا ننساها، ولا نسكت عنها خاصة أن الرئيس السابق ميشال عون كان وراء التدقيق الجنائي.
والتقرير الأولي أعطى نتائج مرعبة ومرعبة كانت النتائج في التدقيق الجنائي واعتقال التشكيلات القضائية وتعطيل الحكومات ورفع شارة الثلث المعطل وفرز قاضية جبل لبنان لاستعادة مليارات تسعة من مكاتب شركة مكتف حيث قضى الرجل نحبه ولم نر فلس الأرملة والرعب أطول من أن يذكر في لائحة السنوات الرئاسية الست والتي انتهت الى تسليم السلطة لجهنم.
وازمة لبنان منذ ذلك الحين أن الفراغ يحكم.. والمعارضة لا تعارض وتقصف بعضها بعضا بالمبادرات الرئاسية وآخرها ما يعصف اليوم بين التكتلات في “ديربي بيروت” من دون ابطال او اسماء رئاسية ومع سريان مفعول إعصار المبادرات حتى ما بعد مناسبة عاشواء، فإن القوات اللبنانية تذكر الرئيس نبيه بري يوميا بان طاولة الحوار مرفوضة وهي سألته اليوم على وقع رقصة “تلات دقات”: ألا يجوز التوافق على مرشح او اكثر من دون طاولة حوار رسمية؟
وسواء القوات ام الثنائي وبقية افراد عصبة الامم النيابية فإن الجميع بات مدركا أن لا رئيس حاليا ولا طاولة والتأجيل في المرحلة الاولى لن يكون قبل الاطمئنان على انتخاب رئيس اميركي في تشرين الثاني المقبل اما الموعد الابعد مدى فهو المرتبط بالحرب على غزة.
وفي اول موقف له بعد ترشيحه لمنصب نائب ترامب، حث جيمس ديفيد فانس إسرائيل على إنهاء حرب غزة بأسرع ما يمكن متهما جو بايدن بجعل الأمر أصعب وأصعب على إسرائيل لكسب الحرب ويظل هذا مجرد وعود لأن بنيامين نتنياهو سيشتد تصلبا عندما يقف امام الكونغرس الاميركي ويستمع الى التصفيق الذي يلامس النصر على اربعين الف شهيد غزي ومئات الالاف من الجرحى والمشردين من القطاع.
ولكن قراءة الصحف الاميركية قد تقلق نتنياهو ولاسيما ما هو صادر في الواشنطن بوست عن ان جنوده باتوا منهكين.. وأن اسرائيل ستواجه عدوا أكبر حجما وأفضل تسليحا وأكثر احترافية، اذا ما دخلت في مستنقع لبنان.