بمواقيت ومن دونها.. بتحذير أو على حين غارة, تضع اسرائيل المدن اللبنانية على مجهر خريطتها العسكرية وتضغط بأزرار الصواريخ لتخنق عائلات تحت الركام،
وتهدم العمران لم تعد حربا أو عدوانا تقليديا, بل تخطته الى تحكم مروري جوي بلبنان يقتل حيثما يشاء.. يصنف المستشفيات أنفاقا.. يردي بأحياء كاملة تحت الارض.. ينذر ولا يمهل فيشطب خرائط وعمارات وجنى أعمار.. تتساقط بفارق دقائق امام ساكنيها وبثوان تصبح الأبنية ركاما, وتغتال احلام شاغليها ومالكيها, كحال الغارة على منطقة الغبيري حيث الثانية الواحدة هدمت عمرا بحاله.
وبثوان ايضا, تختفي اجساد اطفال وصبايا وامهات وشباب كما حال العدوان على منطقة الجناح واسماء المدن والمناطق والشهداء تراكمت واتسعت.. وذكر إحداها يفقد المجازر الاخرى حق دمها المتناثر جنوبا وبقاعا وصولا الى ضواحي بيروت واذ تتمدد الغارات وتتوسع فإن المقاومة تقدم من جهتها نخبة بواسلها في الميدان فتشتبك برا… وتحلق جوا.
وطالت المقاومة قبة نيريت وقاعدة غاليلوت في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية وأصابت شركة تاع للصناعات العسكرية.
وسقطت ايضا على قاعدة “ستيلا ماريس” البحرية شمال غرب حيفا ومستعمرة حاتسور ومستعمرة بيت هاعميك حيث أخلاها سكانها بسبب الحرائق وبالصورة.
كانت الصواريخ تضرب شمال قيساريا وتتساقط في نهاريا.
وأما الجليل فغطته صواريخ المقاومة بكل ارتفاعاته.
وحتى الساعة ما تزال مروحيات العدو تشارك في البحث عن مسيرة تسللت من لبنان واختفى اثرها.
فهل ستدخل هذه المعادلات الى دبلوماسية النيران لتفرض وقفا لاطلاق النار؟.
زرعت هذه الاسئلة في حقيبة وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن الذي اجتمع الى رئيس وزاء العدو بنيامين نتنياهو في تل ابيب مزودا بمحضر لقاءات الموفد الاميركي اموس هوكستين في بيروت.
ولكن هذا المحضر سيظل ضائع الخطى ما لم يقرن بملاحق تنفيذية وبتظهير القيادات التي تقول الامر لي لبنانيا فوقف اطلاق النار الذي يطلبه لبنان كإلتزام من اسرائيل اولا.. سيطلب مثله اسرائيليا واميركيا لانه يستلزم توقيع طرفين عبر وسطاء.
ولكن من هو القيادي اللبناني الذي سيكون” استاذ” المرحلة؟ وهل ستسمح ايران للرئيس نبيه بري ان يكون مفوضا ومفاوضا على القرار 1701، وعلى وقف الحرب؟
واذا أعطت طهران قيادة التحكم لبري بعد فقدانه نصفه الثنائي واغتيال قيادات مقررة في حزب الله واتخاذ الاحياء منهم وضعية امنية لا تسمح بالتواصل، فإن رئيس المجلس وبالشراكة مع الحكومة، سيكون عليه تقديم علامة المرور.. وإعطاء اشارة على تسلمه قمرة القيادة السياسية والميدانية معا.
وقد مهد له الرئيس نجيب ميقاتي الطريق عبر التحلل من ضغط ايران… وصعق المسؤولين الايرانيين بتصريحات سيادية لاقت تأييدا داخليا وخارجيا ولتنفيذ تجربة على هذا الموقف الخارج عن قرار طهران… فإن لبنان برئيس مجلسه وحكومته سيكون عليه تقديم اشارات واضحة تثبت ان الحل صناعة لبنانية.
وقد تكون هذه الاشارات في اختبار نوايا بنيامين نتنياهو السيئة حيال التزامه وقف النار وتطبيق القرار 1701،
وأحد طروح الحل أن يعلن لبنان على سبيل الاختبار انه يلتزم وقفا فوريا لإطلاق النار.. حتى ولو لأيام او ساعات.. وانه يضمن ذلك على كل الجبهات.