في الرياض ملوك وأمراء ورؤساء وبيان .. وفي غزة بيان ختامي من بنود الموت والنار وانقطاع النفس عن الاطفال داخل غرف العناية الفائقة . ومن إنجازات الميدان أنه سحب القمة الى مستوى الوحدة العربية الاسلامية وجمع خمس وسبعين دولة تحت غلاف غزة فكانت بالفعل قمة غير عادية شكلا أما في المضمون فلم تنتقل من مربع توصيف ما يجري إلى مقام الضرب من تحت الحزام واتخاذ تدابير توجع إسرائيل ولو عن بعد. وفي عرض بياني لمجمل الكلمات فقد بدا واضحا أن الزعماء العرب تقدموا في الخطابة وفي الدلالة المباشرة على أصل العلة ومشوا بمحاذاة الشارع الذي خرج للغضب والتنديد . ومن موقعه الجغرافي على خريطة العدوان وضع كل رئيس خطا أحمر ممنوع تجاوزه في ظل التهديدات الإسرائيلية التي لن تستثني أحدا في منطقة تقع على فوهة بركان وعلى برميل بارود وما يحكى عن ملامح لشرق أوسط جديد. وفي الكلمات الملقاة على عاتق المسؤولية إزاء الإبادة في قطاع غزة تكلم الرؤساء بضمير الحاضروبالمباشر أدان رئيس القمة الأمير محمد بن سلمان جرائم الاحتلال وقال إن الكارثة إلإنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنسانيوتبرهن على ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيقهاوتهدد الأمن والاستقرار العالمي. وعن نقص المناعة المكتسب عند بعض الدول تجاه قصف المدنيين والمستشفيات وملاجىء النزوح تساءل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني : إلى متى سيسمح لإسرائيل بضرب القوانين الدولية بحربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين وكان الامير القطري اقرب الى وضع النقاط على الحروف عندما رفض البقاء على حدود الشجب والانكار وطالب بخطوات رادعة لوقف العدوان . اما العراق وساحته المساندة للميدان فطالب رئيسه عبد اللطيف رشيد بحق العودة في حين قفزت سوريا فوق القول إلى الفعل وقال رئيسها بشار الاسد إن الحد الأدنى الذي نمتلكه هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني لبنان الواقع على فالق بين الشمال والجنوب دعا الى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها عليه وفي حين دعت إيران من الرياض إلى تسليح الشعب الفلسطيني ومقاطعة التجارة والتعاون مع الكيان الصهيوني طالب الأردن ببناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير والبدء بعملية جادة للسلام بالشرق الأوسطوهو المطلب الذي تبنته مصر وطالبت به السلطة الفلسطينية. جمع الزعماء العرب والمسلمون فصل الخطاب في بيان ختامي ألقى بالمسؤولية على المجتمع الدولي لوقف العدوان على غزة من دون أن يضع آليات للضغط التلقائي في إمساك إسرائيل المدمرة و الولايات المتحدة الممولة .. من اليد التي تؤلمها غير ان النقاط التي يبنى عليها اذا ما نفذت هي ملاحقة اسرائيل امام المحاكم الجنائية الدولية وادانة العدوان باعتباره جريمة حرب ورفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس ومطالبة الدول بوقف تصدير الاسلحة والذخائر الى سطات الاحتلال وادانة تهجير مليون ونصف مليون فلسطيني من الشمال الى الجنوب والتأكيد على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطني ورفض اي طروحات تكرس فصل غزة عن الضفة والدعوة الى عقد مؤتمر دولي للسلام في اقرب وقت.
واذ غابت قوة التنفيذ عن هذه القرارات فان المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها تقوم بهذا الواجب وتوجه الضربات القاتلة لإسرائيل من كل حدب وصوب وأمام الوحشية غير المسبوقة في حصار المستشفيات واستهدافها وقطع الهواء عن حضاناتها فإن فلسطين وإن هي تقتل من الرحم فمقاوموها من القطاع إلى ضفتها أوقعوا جنود النخبة في كمائنهم بعد استدراجهم إلى حتفهم وأوقعوا العشرات منهم بين قتيل وجريح. القمة العربية والإسلامية الطارئة والتي تأخرت شهرا عن اللحاق بحرب الإبادة حضرت في كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وفي يوم الشهيد قال نصرالله للعرب “ما تتعبوا أنفسكم.. وما حدا طالب منكم جيوش ولا تحرروا فلسطين” ولكن ألا تستطيع سبع وخمسون دولة عربية وإسلامية أن تفتح معبر؟ العالم بانتظار هذا الشيء ويبنى على الشيء مقتضاه. وعن جبهة الجنوب قال نصرالله إنها جبهة ضاغطة وإن الخطوات تحسب يوما بيوم ووالكلام في لبنان يبقى للميدان والميدان هو الذي يتكلم ويفعلويجب أن تبقى العيون على الميدان.
والعيون شخصت لكن على ميدان اوروبي وبريطاني في اوسع تظاهرات خرجت لدعم غزة
وكانت لندن عاصمة رائدة وثائرة والتف المتظاهرون من حول شوارعها وميادينها في مشهد لم تعرفه العاصمة البريطانية من قبل ون هذه الحشود الرائعة قال وليد جنبلاط ان ريتشي سوناك ان يرحل لينضم إلى هاوية التاريخ. غير ان الهاوية بدأت تزدحم ومن شأن اي انتخابات في دول غربية اوروبية وبريطانية واميركية ان توسع القاع لكل من دعم الابادة الجماعية في الجريمة المستمرة حتى اليوم.