فوبيا الإرهاب تضرب الغرب، من مفرقعات نيس إلى إنذار نيويورك الكاذب. وإذا كان العالم يعجز عن وضع حد وحل، فإن الجيش اللبناني وعلى تواضع معداته، ينجح حيث يهزم الأخرون، يستهدف ويستهدف من بؤرة في جرود عرسال، لكن الجيش الذي يقاتل باللحم الحي، محمي بقلوب العرساليين الذين كان لسان حالهم اليوم “الله يقوي الجيش”.
آخر الاعتداءات عبوة ناسفة أصابت خمسة جنود اليوم بجراح. والجرح النازف من عرسال وغيرها، كان له أن يلتئم لو أن المؤسسة العسكرية تسلمت سلاحها المكتوب على الورق والملغى بقرار سياسي. فالجيش عوقب على دوره عند الحدود، وعلى وقوف جنوده حراسا للقرى، حيث سدت المنافذ للإرهابيين ومنع المقاتلون الهاربون من سوريا والعراق من العبور إلى لبنان، فسقطت خطة إسرائيلية كانت تعد بدعم خليجي، لهذا السبب فرضت عقوبات على الجيش اللبناني، وحرم المساعدات العسكرية.
وإذا أغدقت الولايات المتحدة عتادها، فلكي تقطع الطريق على “حزب الله” الذي كان سيلف الحدود بعباءته. والحزب ليس اسما مخيفا لأميركا فحسب، بل لأنظمة خليجية وعربية، بينها الذي أصبح معلوما بالأحرف الأولى، وبينها أيضا مصر أم الدنيا التي آثر مشيرها طريق تل أبيب، واليوم أمر القضاء المصري بالتحقيق مع قائدين وطنيين هما حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، بتهمة التخابر مع “حزب الله”، لكن هل سيستدعي القضاء وزير خارجية مصر سامح شكري؟.
على مسافة يومين من نصر تموز، يزورنا رئيس الدبلوماسية المصرية، ويصافح المسؤولين اللبنانيين باليد نفسها التي صافحت قبل مدة بنيامين نتنياهو. في كومة من الفراغ يبحث شكري عن دور تخلت عنه مصر بإرادتها، لكن سامح سيغادرنا بخفي حنين، والوساطة السياسية التي يسعى لها، طريقها تمر من الكرملين والبيت الأبيض قبل أن تصل إلى قصر الشعب. ولما كانت زيارته تأخذ طابع الوساطة، فإن أي ملف سيقربه لن يكون ل”حزب الله” دور أساسي فيه، من أول باب بعبدا إلى باب المندب؟.