IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” ليوم الاحد 18/9/2016

aljadeed

ترك الرئيس سعد الحريري كل أفكاره للتداول داخل المملكة العربية السعودية، وأبقى على فريقه في حيرة من أمره، غير قادر على تمييز الخيط الأزرق من البرتقالي. تراوحت الآراء حول ترشيح الحريري لعون، بين النفي من قبل تيار “المستقبل”، وبين الدعوة إلى حضور جلسة الثامن والعشرين من أيلول وعندها “نحن حاضرون”.

وإذا كان نواب الحريري قد اتخذوا الحيطة والحذر في تبني الترشيح، فإن الرئيس فؤاد السنيورة حسمها، وهو قال ل”الجديد” إن الحديث عن التسوية غير صحيح. وأضاف إن هناك نظاما ديمقراطيا سيأخذ دوره “ينزلوا ع مجلس النواب ويلي عندو أصوات بينجح”.

لا يطابق هذا الكلام رغبة الحريري في أنهاء الازمة الرئاسية، التي تنهي أزماته السياسة والمالية. لكن هو سوف يحتاج إلى “ممر آمن”، ومنطقة غطاء جوي سياسي تؤمنها السعودية دون غيرها. ولهذه الأسباب، فإن زعيم “المستقبل” ينتظر حجاج مكة وعودتهم إلى الرياض، ليطرح رؤيته الرئاسية. وأي مواقف قبل عودة الحريري من المملكة، هي مجرد كلام “ما عليه جمرك”.

ومن الغارة السياسية الاستطلاعية التي سينفذها الحريري على أولياء الأمر في السعودية، والتي قد تخطئ أهدافها، إلى الغارات الأميركية التي غيرت وجه الاتفاق وأخذته إلى حافة الانهيار. واشنطن لم تنتظر طويلا، حتى تقر بأنها أخطأت الهدف عندما ضربت الجيش السوري في دير الزور. لكن هذا الاعتراف لا يحمل إلا نتيجتين اثنتين: فإما أن أميركا تساعد “داعش” وإما أنها تساعد “داعش”، ولا مجال هنا لفرضية ثالثة تضع الجيش الأميركي في زاوية “الحمقى” الذين يضربون خبط عشواء.

فعلى طول التحالف الدولي وعرضه، وآلاف الطلعات الجوية بين العراق وسوريا، لم يكن “داعش” هدفا لأميركا. وكانت الطائرات الحربية تعاين مواقعه وتبعد عنها لتضرب في مكان آخر، وتسجل على العرب رقما جديدا في عدد الطلعات المدفوعة الثمن.

وإذا كانت الغارة الأميركية قد مكنت “داعش” من التسلل إلى مطار دير الزور بالأمس، فإن إسرائيل مدت بدورها يد المساعدة ل”النصرة”، وضربت على التوقيت نفسه أهدافا في القنيطرة للجيش السوري. وطرفا أميركا وإسرائيل يعملان على ضرب الهدنة، فتل أبيب أعلنتها بوضوح أنها ستكون المتضررة من الاتفاق الأميركي- الروسي. أما واشنطن فهي تلعب على الجميع، وتتجنب نشر بنود الاتفاق لأن الأوراق العلنية ستكشف عن نوياها السرية، وأنها القوة العظمى التي باعت حلفاءها.