Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاحد 25/9/2016

ناهض حتى سال حبره دما. رجل من الذين يجاهرون بالرأي الحر في قلب دولة تراقب نفسها.

اغتيل ناهض حتر على ناصية العدل في عمان، برصاص حاج أدى فريضته للتو، واعتبر أن إتمام واجبات زيارة بيت الله الحرام لا تكتمل الا بإرتكاب الفعل الحرام. أفرغ رصاصات ثلاثا على صدر صحافي اتهموه بمس الذات الإلهية. لكن القاتل ما أدرك أنه مس بروح من صنع الله.

كان يبدي خجله لكونه ليس شهيدا. خرج من المذهبيات وانتمى إلى القضايا. حدد خطوط أعدائه من صهاينة وتكفيريين وعثمانيين. وإذ بواحد من هؤلاء الأعداء يقف له في الخطوط الأمامية، ينتظره ليخرج من قصر العدل، فيرديه مضرجا بدمائه أمام أبنائه.

الأسئلة كانت أوسع من بركة الدماء، عن الأمن المراقب، عن سجن دخله ناهض حتر قبل الاغتيال، عن محاكمته على رأي صحافي، عن دولة الاستخبارات التي اعتقلت الجاني ذي السوابق المتعددة. استقالت الحكومة الأردنية أم بقيت على قيد التصريف، فذلك لن يغير في المعادلة، لكون الاستقالة حتمية في ضوء نتائج الانتخابات الأردنية التي مكنت “الإخوان” وعززت العشائر.

على ضفة الأزمة السورية، جلسة لمجلس الأمن الدولي صبت براميل سياسية متفجرة على روسيا والنظام. وتحركت فرنسا وبريطانيا وأميركا وديمستورا، لإدانة الهجوم على حلب، وتحميل موسكو تبعات الأزمة عبر اتهامها بممارسات وحشية، وبحصار ما يفوق مئتين وسبعين ألف مواطن في المدينة المحاصرة. لكن المندوب الروسي استعمل الأسلحة المضادة، واتهم اشنطن بدعم جماعات إرهابية في سوريا وبتزويدها بالسلاح. وتوقع فيتالي تشوريكين أن السلام في سوريا أصبح “مهمة شبه مستحيلة الآن”.

لكن هل ستكون الحرب السياسية تحت سقف الأمم، مجرد إستعراض قوى؟. فالغرف الجانبية الأميركية- الروسية، لا تزال على تنسيقها السياسي والعسكري معا. أما جلسات مجلس الأمن فلن تكون إلا للتسويق الجماهيري، ولن ترقى إلى نار أهل حلب.