يوم رئاسي طويل اشتعلت خطوطه والمطلوب إعلان واحد وإذا كان ميشال عون قد انتظر دخول القصر ستا وعشرين سنة فإن كل يوم انتظار يمر على الجنرال في هذه المرحلة يساوي سنة بحالها لما فيه من ترقب وشروط وتهديد ومحاولات إقناع وتليين وتغريد محير وسنونوات تغط وتطير على السطوح السياسية ومواقف متباينة حتى ضمن الكتل الواحدة لكن الرئيس سعد الحريري بدأ عمليات الحفر السياسي داخل بيته الأزرق وأبلغ اجتماع المستقبل اليوم أنه سيتبنى ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة وإذا لزم الأمر سوف يجتمع إلى كل نائب بمفرده لإقناعه بهذا الخيار وقد لا يحتاج الحريري الى هذا العناء والضنى السياسي لأن الكتلة ستكون على قرار واحد على الأرجح إلا إذا استعصى عليه ترويض النائب أمين وهبي المعقود على يسار لا يلين. خطوة الحريري التالية إذن هي التحلي بالإقدام وإعلان اسم عون مرشحا للرئاسة ووفق المعلومات فإنه سينفذ هذه العملية في أي وقت ابتداء من يوم غد ضمن مهلة لا تتجاوز نهار الجمعة وفي الانتظار فقد “نغلت” الزيارات ولقاءات التشاور بين عين التينة ومعراب وبيت الوسط والرابية أبرزها زيارة وفد اشتراكي رفيع المستوى جاء لمؤازرة الرئيس نبيه بري في مصابه الأليم وقال مصدر مشارك في اللقاءات للجديد: إن الحزب الاشتراكي لن يترك بري وحده تحت أي ظرف لكن جرعة الدعم هذه كانت تترافق وتغريدة لجنبلاط “عظم الله أجره” يعلن فيها أن الفرج قريب. الإسناد السياسي من زعيم التقدمي لرئيس المجلس جاء بعدما رفع بري سقف الرفض وأهله لمستوى المعارضة قائلا عبر وزير خزانته السياسية علي حسن خليل إن لقاء مع عون لن يحل المشكلة محذرا من صيغة الـ43 التي تؤسس لحرب أهلية هذا التحذير دفع كتلة الإصلاح والتغيير الى رد لا يقل عنفا رافضة تهديدها بحرب اهلية هنا أين سيقع دور حزب الله؟ في المسار المتبع فإن الحزب سينتظر إعلان الترشيح من قبل الحريري قبل أن يأخذ بيد الجنرال عون ويصطحبه الى عين التينة ويبدأ عملية نزع الالغام بين الطرفين وتلك مهمة يضعها الحزب في الحسبان بين حليفيه الاساسيين.