إنتظر ميشال عون ربع قرن وسنة قبل أن ينصفه التاريخ إمتدت أصابع تشرين إلى الثالث عشر من شهر القهر.. فتواطأ الرقم على الرقم ليهدي الجنرال نصرا مصنوعا في الحادي والثلاثين.. حيث رصد هذا التشرين مضبوطا بتصحيح الخطأ قبل أن يغادر إلى تشرين الآخر عاندته الحرب.. ونفاه السياسيون.. حاربته رموز السلطة.. وهول عليه بـ”لا” خليجية حاجبة لبعبدا.. فضلوا الفراغ عليه.. وامتدت العرقله ضده إلى عقر جلسة انتخابه اليوم لكن ميشال عون بلغ قصره أخيرا.. ملأ الكرسي بعدما أدى القسم في مجلس النواب.. وتوجه إلى اللبنانيين بخطاب احتكم فيه إلى وثيقة الوفاق الوطني أو الطائف.. هذا الاتفاق الذي رفضه العماد المتمرد ذات تسعين. ومن موقع الفخامة وعد الرئيس عون باستقرار سياسي.. وبعزل لبنان عن نيران المنطقة وإبعاده عن الصراعات الخارجية أما في الصراع مع إسرائيل فأكد أننا لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة.. وسنتعامل مع الإرهاب استباقيا وردعيا وتصديا حتى القضاء عليه وفي سلة الوعود ضمن عون إقرار قانون انتخابي يوفر عدالة التمثيل قبل موعد الانتخابات المقبلة لكن وصول عون الى منصة خطاب القسم سبقته محاولات تعزير نيابية واشتغلت حرب الأعصاب مع الجنرال بقيادة المايسترو نبيه بري الذي أدار مدرسة من المشاغبين دورة أولى.. ثانية.. ثالثة.. والرابعة ثابتة بعدما ضربت الجلسة عاصفة شغب لبنانية أضافت ورقة مرتابا فيها إلى الصندوق. ويحكى ان الأستاذ كان ناظرا محنكا، يؤنب نوابه ويضحك في سره، في لعبة كانت محفوفة بخطر البطلان دستوريا.
وبهدوء تجاوز الجنرال الرئيس مرحلة الخطر وفاز بـ83 صوتا قبل أن يصعد إلى بعبدا ويبدأ العمل، محددا الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
وفي القصر، تلقى عون عددا من اتصالات التهنئة بينها إتصال من الرئيس السوري بشار الاسد. وعلى القصر ارتفعت الأنوار والمفرقعات النارية بحضور العائلة العونية وبينهم صانع الرئيس الوزير جبران باسيل، الرجل الذي يحسب له طول البال وتحمل الصعب والحفر في الصخر السياسي اللبناني لبلوغ الهدف الرئاسي.