سلاح الفراغ حي على الاستفتاء. فعلى مسافة الأيام الباقية من عمر المهلة الزمنية ليقدم المجلس النيابي قانون الانتخاب الجديد طفح كيل بعبدا فأعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أمام وفد نقابة المحررين أنه قد يطرح الاستفتاء في حال انسداد الأفق أمام قانون جديد ويبدو أن سيد قصر الشعب لم يعدْ له من معين سوى الشعب وعليه الاتكال في أن يقول مصدر السلطات كلمته في صناديق الاستفتاء قبل أن يقولها في الشارع .عون وضع احتمال الاستفتاء في موضعه وقرار الاحتكام إلى الناس خيار ليس مرا بعدما أثبتت التجربة أن الاحتكام إلى مجلس غير شرعي مدد لنفسه مرتين وعينه على الثالثة ما هي إلا مضيعة للوقت وإذا كان الدستور لم يلحظ في نصه خيار الاستفتاء سلبا أم إيجابا إلا أن لبنان اليوم ليس بحاجة إلى الهجرة إلى فرساي والاستعانة بالمنتدب الفرنسي لإقرار القانون النسبي كما حدث عام ألف وتسعمئة وتسعة عشر لأن طريق بعبدا أقرب والأمر متاح اليوم أمام رئيس الجمهورية ليعيد الى الناس صوتها في أن تقرر من يحكمها وبناء على أي قانون فكيف بوجود قانون محال إلى مجلس الوزراء موقع من الثلاثي سليمان ميقاتيوشربل وهو قانون قابل للحياة تصويتا في مجلس النواب واستفتاء بأصوات الشعب. وعلى ما يبدو فإن الاستفتاء هو آخر الدواء لا الأحلاف الثنائية ولا اللقاءات الرباعية التي انتهت من حيث بدأت بعد عملية استدراج وقع التيار الوطني في حبائلها وأوهم رئيسه بأن قلب عين التينة على المسيحيين وحقوقهم وفي الواقع ألب عليه المسيحيين بأطيافهم الكتائبية والقواتية والمردة مضافا إليهم الدروز والسنة ليولد القانون المسخ بعد أسبوعين أهدرهما رئيس مجلس النواب نبيه بري من عمر استحقاق داهم لن يرى النور كي لا يسحب بساط الرئاسة الثانية من تحت قدميه. ربح بري جولة أخرى بإضاعة الفرص بعد جولات رمى فيها لاعب النرد بسبعة عشر قانون انتخاب وقال للسلطة التشريعية فتشوا في كومة القوانين عن قانون غير قابل للحياة في ظل سلطة كل زعيم فيها يريد أن يسحق الأقلية الموجودة في طائفته ويريد أن يمد يده على جيب الآخر كي يكسب مزيدا من المقاعد وأضاف عون ثمة من قال حدودكم هنا ولا يمكن أن تتخطوها ولحمي لا يؤكل. وحتى لا يأكل الفاجر مال التاجر أعط ما للشعب للشعب.