IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 9/7/2016

newtv

ما كان يدور في السر خرج إلى العلن. والحماوة المنبعثة من الميدان، أصابت عدواها خطوط التواصل، فعادت الحرارة ودبت في عروق السياسة. وفد أمني سوري رفيع المستوى زار روما. تقاذفه الأخذ والرد، وبقي طي الكتمان، إلى أن جرى تأكيد المؤكد برد وفد إيطالي وآخر أوروبي الزيارة. واليوم فتحت دمشق أبوابها، واستقبلت وفدا برلمانيا أوروبيا، هو الثالث الذي يخرق الحظر الأوروبي المفروض على النظام السوري، بعد وفدين بلجيكي وآخر فرنسي زاراها في الأشهر القليلة الماضية.

زحمة الوفود على خط أوروبا- دمشق، تشي بإعادة النظر في العقوبات تمهيدا لرفعها. وهو ما يقرأ من عنوان تصريح رئيس الوفد ورئيس لجنة الشؤون الخارجية خافيير كوسو، الذي قال عقب لقائه رئيسة مجلس الشعب: نحن ندعم سوريا ونساندها في مطلبها رفع العقوبات الأوروبية. ما قاله رئيس الوفد يتعدى التصريح، إلى رسالة حمله إياها الجانب السوري إلى البرلمان الأوروبي.

الزيارة هذه، تقاطعت ومصادر فرنسية تحدثت عن أن البيت الأبيض وضع الملف السوري في عهدة الكرملين. وهو ما يفسر الليونة الأميركية في تذليل العقبات أمام التنسيق العسكري الأميركي- الروسي. ولم يعد خافيا على أحد أن محادثات فصل النزاع التي بدأها جيشا الطرفين، آخذة في التوسع، بعد عرض الولايات المتحدة على روسيا تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن الإرهابيين في سوريا.

صفقات الكواليس الخلفية هذه، تؤكد أن باراك أوباما يسعى سعيه ليختم ولايته بتحقيق انتصار عسكري على الإرهاب في سوريا، يحفظ في سجلات البيت الأبيض الرئاسية.

ومن بوادر التحولات الجديدة وغير المسبوقة، فإن معركة إقصاء الرئيس بشار الأسد أصبحت كالحرب الباردة، وانتقل شعارها إلى المواقع الخلفية، بعد إعادة ترتيب الأميركي لأوراقه وأولوياته، التي لم تعد إطاحة بشار الأسد على رأسها لا في المرحلة الحالية ولا في المرحلة الانتقالية.

الانقلاب في الموقف السياسي الأميركي، تلقفه التركي ليحجز له مكانا ولو في آخر الصف، بتوجه أنقرة إلى القبول ببقاء الأسد فترة انتقالية مدتها ستة أشهر. ولكن لا قيمة لمواقف الصغار في ملاعب الكبار، في السياسة كما في الميدان، حيث وعلى أهمية معركة حلب، فإن قرار الحسم يراوح مكانه، وأزيز المعركة يتوقف عند الخط الأحمر الذي سيرسم الحدود.

وفي خلاصة التحول الأميركي، معطوفا على الأوروبي والتركي، ولاحقا الخليجي وتحصيله حاصل، ماذا سيكون موقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير؟، ففي لقاء الرئيس الأميركي ولي ولي العهد محمد بن سلمان، قال “لا يمكن بقاء الأسد”، فما كان من أوباما إلا أن استعان بوليد جنبلاط وأجاب: أنا موافق. ولكن ماذا بعد؟.