التقينا وما حكينا.. انحكى علينا” سكَت الجميعُ عنِ الكلام المُباح.. ودخلنا مرحلةً شيمتُها الصّمت.. انتظرناهُ كلاماً بعد لقاء.. لكنْ بعد السلام لا كلام الجنرال بقيَ على صمتِه، وعلى دربِه مشى البيك.. اليومَ لم تكن الزيارةُ زيارةَ الابنِ لوالدِه.. ولم يعدِ اللقاءُ لقاءَ الحليفِ بالحليف.. بل كانت زيارةَ مرشّحِ التسوية لمرشّحِ الثامنِ مِن آذار تأخّر اللقاء.. لكنّ التواصلَ لم ينقطعْ مذ إطلاقِ مبادرةِ عبورِ جسرِ الشغور إلى بعبدا.. وبعدَ مبادرةِ التسوية بقي الصِّهرُ همزةَ الوصلِ ما بينَ الرابية وبنشعي.. وعندما جلس ميشال وسليمان كان جبران ثالثَهما . ما رَشَح عن لقاءِ الأربِعاءِ في الرابية أنّ الجوَّ إيجابيّ والأمورَ جيدة.. وعند التوصّلِ إلى تصوّرٍ مشتركٍ معنى ذلك أنّ الأمورَ إيجابية فما كان هذا التصوّر؟؟ وما جرى مِن بحث؟؟ يبقي حتّى اللحظة في أمانةِ المجالس أما تظهيرُ صورةِ التصوّرِ المشترك فتُركَ للتشاورِ اليوميّ.. وضُربت له مواعيدُ مع لقاءاتٍ مقبلةٍ بينَ المرشحَين لقاءُ اليوم في بيتِ الجنرال هو بيتُ القصيد.. وعلى تفاهمِ الحليفينِ ستَبني الرئاسةُ مُقتضاها.. وما عدا ذلك ضربٌ في المَندلِ السياسيّ.. وقد يكونُ الشمّاعةَ التي يعلِّقُ عليها السياسيون صمتَهم ويرمونَ بثِقْلِ الكلامِ عن كاهلِهم وعلى هذا الانطباع إلتأم لقاءُ الأربِعاءِ في عين التينة.. إذ لاذ نائبُ حزبِ الله علي فياض بمقولة: “الصمتٌ من ألماس” حين سٌئل عن المِلفِّ الرئاسيّ.. ورئيس المجلس النيابيِّ فسّر الماءَ بعدَ الجُهدِ بالماء.. واكتَفى بالتعليقِ على الاستحقاقِ الرئاسيّ بالقول: إنّ أفضلَ سيناريو في هذا الشأن هو تفاهمُ رئيسِ تكتّلِ التغييرِ والإصلاح ميشال عون ورئيسِ وتيار المردة سليمان فرنجية . في الحَصيلة لا رئيسَ قبلَ العيد.. ولا بعدَه.. فعينُ عون على التسويةِ السوريةِ.. والصبرُ مِفتاحُ الفرَج وإذا كان مِن فيتو سُعوديٍّ عليه.. فهناكَ فقيهٌ إيرانيٌّ يقيمُ توازنَ رأيٍ على ساحتِنا المحليةِ ولو بالواسطة.. وإن كانت هذهِ الواسطةُ تتحدّثُ بلسانِ الصمت وتترُكُ للحليفَينِ قُرعةَ الاختيارِ.. فإنها في كلتا الحالينِ ستربحُ رئيساً حليفاً.. رئيساً وقفَ وِقفةَ جنرال في حربِ تموز.. أو رئيساً لم ينقلِ البندقيةَ مِن كتِفٍ إلى أخرى.