Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 13/12/2015

“ألو سعد، التسوية فرطت.. ماذا أنتَ فاعلٌ!!”.. هَتفَ هاتفٌ من معراب إلى الرياض يُنبِئُه أنّ المياه يجب أن تعودَ إلى مجاريها السياسية.. وأنّ المشكلة عندهم وليست عندنا فاذا كان نصرالله وعون غيرَ موافقين(2) على ترشيح فرنجية.. فلماذا نَنقلُ الأزمة إلى ملعبِنا في قوى الرابع عشر من آذار ونهدِمُ البيتَ الأزرق.. ولا نتمثلُ بوفاء قوى الثامن من آذار . هي ساعةُ زمنٍ دارت عقاربُها بين سعد الحريري وسمير جعجع الذي افتَتح “الرَدّي” وبادر إلى الاتصال بزعيمِ تيار المستقبل.. وتقولُ أجواءُ الهاتفِ الطويل إن النقاشَ حَملَ وعداً من قائدِ القوات بضبطِ الحَملات.. وهو وَعدَ نفسَه بلقاءٍ مع الحريري في أقرب وقتٍ لنقاشِ الأزمة الرئاسية التي لا يعتبرها جعجع ذاتَ خلافٍ أزرق وفي المعلومات أن الحريري أَبلغ شريكَه الهاتفي أن هذا البلد إما أن يَنتخبَ رئيساً للجمهورية وإما نخسرُ الجمهورية.. لأن وضعَنا سيئٌ في كل شيء.. سياسياً واقتصادياً . أُقفلت سماعةُ الهاتف ليَقرأَ المستقبل تصريحاً لا يُترجِمُ وعدَ جعجع.. مع كلامٍ لوهبي قاطيشا يحتوي على عبوّةٍ سياسيةٍ ناسفة زِنةُ أربعِ رئاسات.. إذ أَعلن أنه بالنسبة إلينا: لا مجالَ لا لعون ولا لفرنجية في الوصول إلى الرئاسة.. وليس أمامَ الثامن من آذار سوى أن يفتشَ معنا عن مرشحٍ توافقي . بسطورٍ ثلاثة اغتالتِ القوات المرشحِين الأربعة المصنّفين أقوياء برعايةِ بكركي.. فعلامَ إذن مضى جعجع في ترشيحِه ورسوبِه لاثنتينِ وثلاثينَ جلسة إذا كان الخِيارُ سوف يَرسو في النهاية على رئيسٍ توافقي؟ ولماذا أَبرق جعجع برُسُلٍ يهدّدون بترشيحِ عون؟ ربما يذهبُ العديدُ من اللبنانيين نحوَ تبنّي إسمٍ من خارجِ الصحنِ المربّع إذا كان يَحملُ صفات ومواقفَ الشيخ سامي الجميل.. فلتاريخِه ومنذ أزمةِ النُفايات وتصدّيه وحيداً “للزبالة السياسية”.. فإن رئيسَ حزب الكتائب استَحقَّ لقبَ الرئيس القوي.. الذي لا يعملُ بجهازِ تحكُّمٍ عن بُعد وكما البيانُ الرئاسي.. أطلّ سامي الجميل اليوم بكامل حِدّتِه السياسية.. واعداً بالتصدي لصفقاتِ النِفط وعدمِ تمريرِها من دون إشرافٍ دوليّ وبشفافيةٍ مطلقة.. مؤكداً أن مبدأَ تقاسُمِ الجبنة سوف يتوقف.. معترفاً بأنّ المشكلة في النظام الذي تَسبّب بانقسامِ اللبنانيين بمِثلِ الجميل قد نضعُ اليدَ على أولِ طريق الفساد الذي نسمعُ عنه كثيراً ولا نقبض في مِلفه على بطلٍ واحد واليوم فإن السعودية سبقتنا إلى هذه الخطوة وبمِلفٍ لبناني عمِلت عليه الجديد عشرين عاماً في القضاء ولم تصل إلى نتيجة فقد منعت المملكة شخصياتٍ لبنانية من السفر إليها بعدما وَجدت في حساباتهم مبالغَ ضخمة.. هذه الشخصيات تضرِبُ في بيت الشويري العريق في الحصرية ويَتهم القضاءُ السعودي كلاً من بيار الشويري وصورتَه المصغرة بيار أبي جودة باستصدارِ تعاميمَ تمنعُ بقيةَ الشركاتِ الإعلانية من وضعِ إعلاناتها على أسطُحِ المنازل والمباني والممتلكات الخاصة.. أي إنهم ينقلونَ التجربةَ اللبنانية إلى السعودية.. لكنهم هناك سوف يواجَهونَ بهيئةِ المعروف والنهي عن الاحتكار وحربِ الحصرية التي جنَوا من ورائها المليارات من دون وجهِ حق.