طَلَعَ البدرانِ علينا رسولٌ ومسيحٌ لُأمةٍ واحدةٍ تتقلّبُ على جمرِ التقسيم وتَصغيرِ الدولِ حدَّ تفتيتِها.. بعضُها يتسلّقُ اللهَ ورسولَه لإبادةِ خلقِ الله وبعضُها الآخرُ يدّعي أنّ المخلّصَ كلّفه تخليصَ الناسِ بالحروبِ والسيطرةِ ونشرِ الدمار البدرانِ لا يَحيقانِ بالأمةِ العصيّةِ على آلهتِها ورسُلِها إذ ينبُتُ فيها كلَّ يومٍ خليفة وولايةٌ وشيوخُ طريقةٍ ومبشّرونَ ومفتون يُحرِّمونَ الفرح ويكفّرونَ زينتَه لكنّ تزامنَ عيدَي مولدِ الرسولِ محمّدٍ وميلادِ السيد المسيح ربما كانَ رَسالةً في زمنٍ لم تَعُدْ فيهِ أمةٌ تقرأ وليس على جدولِها عناوينُ للتسامح فاجتمعَ العيدانِ في لقاءِ قِمة حُكماً إنّ القِممَ الزمنيةَ والروحيةَ وبقيةَ الأعياد لن تَعنيَ لبنانَ السياسيَّ في شيء فلا رئيسٌ للجُمهوريةِ سوف يخرجُ مِن مَدخنةِ بابا نويل ولا مجلسُ النوابِ سوف يصلّي على نبيّهِ ويفتحُ أبوابَه بعدَ الأعياد ولا الحكومةُ ستعودُ بآليةٍ منتجةٍ تَنفُضُ عنها روائحَ نُفاياتٍ عبَقَت بسراياها واللاءاتُ تكثُرُ في زمنِ العيدِ الذي يَمُرُّ حزيناً على أهالي عسكريين ما زال مصيرُ أبنائِهم مجهولاً لدى داعش الدولةِ التي تدّعي احتكامَها إلى شَرعِ اللهِ ورسولِه وتذبحُ بسيفِه وتُبقي على اعتقالِ جنودٍ وأمنيين خُطفوا مِن ثُكُناتِهم ومنازلِهم وتَختفي قبل دون تفاوض لهم لغُربتِهم وعذاباتِهم لحُرقةِ قلوبِ أُمهاتِهم شَمعةٌ تضاءُ الليلةَ مِن قلبِ المدينةِ إيذاناً بعودةِ الضغطِ على مِلفِّ مُقفل وتَمهيداً لطَرقِ أبوابِ الدولِ المعنيةِ بالتفاوض أو الضاغطةِ على الخاطفينَ وبينَهم الدولةُ التُّركية فمعَ انقطاعِ الأنباءِ عن المخطوفين لدى داعش لم يعدْ مِن ممرٍّ آمنٍ إليهم إلا مِن خلالِ مَعبرِ رجب طيّب أردوغان، الرجلِ الذي قامت زعامتُه على بناءِ إمبراطوريةٍ للدواعشِ على الأراضي التركية قبل أن يبدأَ بتَعدادِ الخَسارات ويُيمِّمَ وجهَه شطرَ إسرائيل عائداً إليها سياسياً واقتصادياً وسياحياً وهذا الرئيسُ مِن ذاكَ الكِيان إذ إنه منذ خمسةِ أعوامٍ يُنبِئُنا بخبرِ عَدائِه لإسرائيلَ بسبب ِأسطولِ الحرية لكنّ الأمرَ لم يكن يتعدّى اعتذاراً تقدّمُه الدولةُ العبريةُ الى الرئيسِ المعظّم حتى تعودَ أنابيبُ الغازِ إلى مجاريرِها وتتفعّلَ الصناعاتُ والاستثماراتُ في قلب تُركيا وهي يهوديةٌ برعايةٍ إسرائيلية وفي النشرةِ تفاصيلُ عن الهبوطِ الأخيرِ لأردوغان في أحضان إسرائيل بعدما خسِر أوراقاً عربيةً ودَولية وأنهت أميركا حُلُمَه بالمِنطقةِ العازلة وسَدّت روسيا السبلَ السياحيةَ والاقتصاديه على أرضِه وقام الحلفُ الإسلاميُّ على زعامةٍ سُعوديةٍ مِن دونِ تعيينِه أميرَ المؤمنينَ على المسلمين.