IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاحد 27-12-2015

newtv

في خطاب الأمل، بند وحيد يجعل إسرائيل على قلق، كأن ريح “حزب الله” تحتها، ضمن جغرافيا طليقة تبدأ من الحدود وتمتد إلى أي مكان في العالم، فالرد على اغتيال سمير القنطار وسع مداه، وخرج من حصرية الخط الأزرق وصيد المزارع، مؤسسا لحرب أعصاب نفسية تدرك تل أبيب وجعها وأرقها ومرارة عد ساعاتها، وتعرف أن وقوع الضرر أهون من انتظاره.

لكن السيد حسن نصرالله صب زيت الانتظار على نار الرد، وفتح أبوابا نحو الداخل والخارج، قبل أن يصدر التكليف العسكري للمؤتمنين على دماء الشهداء. وليس على جدول أعمال الخطاب أي ملف آخر، إذ بدا الأمين العام ل”حزب الله” كصمود قنطار، كسنينه الثلاثين، صابرا نابضا لا ييأس ولا يلين، لا تأخذه رئاسة ولا مبادرة أو مرشحين، تصغر أمامه الأمور السياسية بكرسيها وتضارب المتنافسين على مقعدها، بنفاياتها المرحلين منها والمقيمين. تصغر حروب بإخفاقات وانتصارات وقطف رؤوس زاهرة بالإرهاب، تتدارى عقوبات ولوائح سود، فنصرالله لم يحد قنطار قنبلة عن إسرائيل، معلنا أنه وأيا تكن التبعات والتهديدات، فنحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء جهاديينا، والبقية لم تأت.

تعالى نصرالله عن قضايا الداخل، وارتفع فؤاد السنيورة عليها، فاتحا كل بنودها في ذكرى إستشهاد الوزير السابق محمد شطح. وقد أقيم الاحتفال في مجمع محمد الأمين في وسط بيروت، بحضور مرشح قوى الرابع عشر من آذار للرئاسة لتاريخه الدكتور سمير جعجع، الذي بدا مأخوذا بدف عبد الكريم الشعار الساحر صوتا وأداء حينا، وبالابتهالات الساسية للسنيورة أغلب الأحيان، حيث “طمنه” خطيب المسجد بأن “14 آذار” في البال، وتلك نعمة وكنز لا يفنى على زمن التخلي.

والسنيورة لا يفوته بأن يلفت عناية اللبنانيين إلى أن الشهيد شطح رافقه كظله في أغلب خطواته وتجاربه وفي لقاءاته السياسية المتعددة. وظل الشهيد لا يتعارض مع كتف الشهيد، حيث لا ينسى الرأي العام اللبناني كيف أطرق الرئيس رفيق الحريري على كتفه وأجهش بالبكاء، لكن مشكلة السنيورة أن شهوده دائما شهداء.

نكأ الرئيس الأسبق للحكومة كل الملفات، وهو يدرك أنها مجمدة، من الرئاسة والاختلافات في الرأي التي لا يمكن أن تؤثر في جوهر القضية، إلى “حزب الله” وسلاحه ودوره في سوريا، والتغاضي عن مرتكبي الاغتيالات والحقيقة والحوار والفساد.. حقا الفساد الذي له في ذمة السنيورة أحد عشر مليارا غير مستردة بعد.