وضعت العاصفة كلاما أبيض في التداول، لا يشبه الأفكار الرئاسية السود المتلاطمة على شاطىء بعبدا. مرشحان، و”تالاسا” ثالثهما تفرض رونقها كشال على التلال وصولا إلى أول المرتفعات حيث قطعت طرقا وحاصرت بلدات. غير ان الخبر الأبيض لم يصدر عن وزير التربية الياس بو صعب، الذي ينتظره الأهل والطلاب لمعرفة مصير المدارس غدا. فوزير التربية هو الرجل الصعب الآن، وقراره سيترتب عليه تدابير طلابية تلزم التلامذة منازلهم، بعدما اتخذ القرار وزير الصحة وائل ابو فاعور حيال دور الحضانة.
في الحضانة الرئاسية، فإن الترشيحات اختلطت بالتحالفات، ولم يعد اللبناني يميز الحليف من خصمه. وإذا ما أضيف إلى الشبكة المتقاطعة تصريح وزير العدل أشرف ريفي اليوم، فإننا سوف نكون أمام وزير يهاجم زعيمه، وينتقد ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية، ليس مواربة فحسب بل بصراحة تامة والفم الملآن، في انقلاب على زعيم “المستقبل” وخرق لخطه الأزرق. فوزير العدل يريد رئيسا لا يرتهن للنظام السوري وايران، ولا يكون شقيقا للمجرم، ولو أطال الله بعمر تصريحه أكثر، لكان سمى المرشح سليمان فرنجية بالاسم، وواجه سعده طالبا سحب الترشيح.
وفي إطار الشبكة المتداخلة عينها، يعلن العونيون أنهم سيحاورن “المستقبل”، لكنهم يحذرون من انعقاد جلسة مجلس الوزراء إذا ما قاطعوها. ويؤكد النائب آلان عون ل”الجديد” أن المشاركة في جلسة الحكومة معلقة على بند التعينيات. وهو يرد بسخرية على رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل، معتبراان الكتائب “مش عارفين الله وين حاططن”.
لكن لماذا اهمال دور “الكتائب” وعدم منحها فرصة للترشيح، فقائد “القوات اللبنانية” جرب حظه الرئاسي أربعا وثلاثين مرة، وعندما يئس وأيأس اللبنانين لجأ إلى استعمال الورقة الخطرة بترشيحه عون، وتعويله على فك ترابط الجنرال مع “حزب الله”. أما الرئيس أمين الجميل فلم يسمح له بتجربة واحدة من قبل كامل فريق الرابع عشر من آذار.
هي الكيدية المستمرة ترشيحا ومنع ترشيح، لكنها لن تؤدي إلا إلى جلسة فارغة في الثامن من شباط. وعلى الأرجح فإن العواصف سوف تجيء وتروح لتقتلع حتى العشب على مداخل بعبدا.