العالم يترقب من سيحكمه بعد ساعات.. من سيتسلم قيادة الدنيا من أرضها إلى مائها ومن سيعلن الحروب وينهيها هربا أو إعلان خسارات بين هيلاري ودونالد .. كلهم ترامب، تلك الشخصية التي أبرزت وجه أميركا الواقعي، وكشفت عن أميركيين، لا هم جمهوريون، ولا هم ديمقراطيون، إنما حزب ثالث يتعسكر بين ولايات متحدة محدثا فيها أولى حالات فوضى الرأي نتائج هذا النهار مرتقبة طلوع الفجر في واحد من أكثر الانتخابات غرابة بعدما دخلت فيها عوامل التحرش الجنسي والابتزاز السياسي والشخصي وتخلى المرشحان عن أخلاقهما لكسب الصوت فيما أدت وكالات الاستخبارات أدورا ناخبة بفتح بريد كلنتون ثم إغلاقه وحصيلة حروب الأشهر الماضية بين الطرفين، ستنتج غدا رئيسا على هذا المقاس، لكنها ستحدث أيضا بين الأميركيين شرخا، هو الأول من نوعه إذ ظهرت دولة عميقة في الشارع تمثل حالات الاستنفار، والتعصب، والرأي الثالث ..حتى الساعة، فإن نصف نهار الانتخاب أعطى كلنتون أرجيحة الفوز، وفق استطلاعات الناخب الفوري .. لكن هذا الأمل، لا يمكن التسليم به، لأن لدونالد ترامب حظوظا لا تزال تضمرها الولايات المتأرجحة، لا يخير الشارع العربي بين سيفين، فكلا المرشحين يتسابق للفوز أولا بود إسرائيل .. مع فرق أن ترامب أكثر مكاشفة ووضوحا من منافسته الديمقراطية التي قد تتلون بحسب المصالح الأميركية.
وعليه فإن العالم تتقدمه المنطقة العربية والخليجية ينتظر رجلا أو امراة ستقوده الى خياراته السياسية بالابتزاز تارة وبفرض الضغوط تارة أخرى .. وقانون جاستا أولى التجارب الطبخة الرئاسية الأميركية على نار حامية وفي انتظار صياح الديك فجرا باسم زعيم العالم فإن التسوية الرئاسية اللبنانية طبخت بين عون والحريري على نار هادئة في لقائي روما وباريس قبل عامين وبالرواية الكاملة سنفتتح النشرة صوتا وصورة بلسان عرابها.