تمكن الإرهاب المنظم أن يسير على خطوط نار واحدة بين أنقرة وبرلين والكرك الأردنية مرة جديدة سقط فيها أربعة رجال شرطة فيما ضحايا الدهس في ألمانيا كانت إلى ارتفاع وحدها عملية اغتيال السفير الروسي في انقرة أرست معادلة سياسية بين تركيا وروسيا حيث تبادل الرئيسان أطراف الاستيعاب والتهدئة لتأخذ موسكو من أنقرة أثمانا في الملاعب السورية قضت بسحب تركيا إلى البحث عن مخارج الحل السياسي وتحت هذا الأفق جاء الاجتماع الثلاثي الروسي التركي الإيراني في بلاد الصقيع إذ أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف اتفاقا بين الدول الثلاث على أن الأولوية في سوريا هي محاربة الإرهاب لا إطاحة الرئيس بشار الأسد لكن لأردوغان أولوياته وتصفية حسابات مع خصومه على الأراضي التركية فهو وعلى الدم الحامي للسفير المغدور سارع إلى اتهام عدوه الأول فتح الله غولن باغتيال أندريه كارلوف وتلك من نعم الله على رجب طيب أردوغان حيث إن حاسته السياسية السادسة تدفعه إلى اتهام سابق لعصره ولأدلة ثبوته تماما كما يفعل مع توجيه الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني مع كل انفجار أو سيارة مفخخة تقع في اسطنبول أو انقرة على أن اللافت في أصابع أروغان المرتابة أن أيا منها لم تتوجه مرة الى داعش ولا إلى النصرة أو القاعدة أو الإخوان منشأ وجوده فالمنفذون دائما هم الكرد وغولن في وقت أن التفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيال بهذه الطريقة هي علامة فارقة وماركة مسجلة باسم الجماعات المتطرفة التي يتجنب أردوغان اتهامها.
وفيما تسير العواصم القريبة على دماء الأزمة السورية مشى الرئيس سعد الحريري اليوم على أحمر السرايا التي دخلها رئيسا آمنا بعد غياب دام نحو ست سنوات وبخطى محصنة وزاريا سار الحريري على سجاد حكومي مشغول بتعب الغربة عن الحكم وبدأ أول مواقفه السياسية من قانون الانتخاب الذي أراده عند المنتصف بين النسبية والأكثري لكن ثورة عموم أهالي جنبلاط اندلعت على القانون وبعد مواقف البيك لزم المجلس المذهبي لطائفة الدروز بمواقف تستبق صيغة القانون وقال المجلس إن أي قانون يخفي محاولات عزل سوف يجابه بالوسائل والطرق المتاحة على أن جدل قوانين الانتخاب وحتمية إجراء هذا الاستحقاق في موعده مع تأكيد دفن الستين وإقامة مراسم العزاء له كلها ستوضع في عهدة رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور وتطبيق أحكامه. الكرة أصبحت اليوم في ملعبه لا سيما بعدما أهداه إياها اللاعب العالمي روبيرتو كارلوستاركا توقيعه على الكنزة الرئاسية الأولى.