يستعد لبنان مطلع الاسبوع لاستقبال وفد من الجامعة العربية لاجراء محادثات مع المسؤولين فيه محورها الازمة الخليجية المفتعلة. فما الذي يحمله الزائر العربي؟ هل للبحث عن حل مشرف بين دولتين يفترض انهما شقيقتان، أم انه مجرد ساعي بريد لتبليغ بيروت الحكم الجائر بلبوس عربي جامع؟ هل الوفد قادم لبحث وجهتي نظر، أم أنه يحمل وجهة نظر جهة واحدة اعتادت على فرض قراراتها على الجامعة، وكتابة بياناتها الختامية حتى قبل انعقادها؟ فهل تخرج الزيارة عن الاجواء العبثية التي أوجدتها السعودية وادواتها ضد لبنان دولة وشعبا؟ ام أنها ستتعامى عن التمييز بين المعتدي والمعتدى عليه، كما فعلت سابقا في العدوان على عرب أقحاح في اليمن الشقيق؟ هل المطلوب من اللبنانيين أن يتنازلوا ويعتذروا ويتذللوا لمجرد أن الطرف الاخر هو مملكة النفط والدولار؟
نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جدد دعوته السعودية للاعتذار وليس العكس، فهي التي قامت بكل الاجراءات السلبية من دون سبب وجيه وخلافا لكل الاعراف الدبلوماسية. فهل ما يجري في لبنان جزء من محاولة الطرف المهزوم في المنطقة توتير وتسميم الاجواء في عدد من البلدان؟ فماذا وراء الهجوم على مقر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في المنطقة الخضراء المحصنة أميركيا؟ فان كان الهجوم نفذ بطائرات مسيرة، فلماذا لم تسقطها الصواريخ الاعتراضية الاميركية؟ ام ان المطلوب اعادة العراق الى مستنقع التقاتل الداخلي بعدما هزم الحرب الداعشية ومسلحيها ومموليها من عرب وأجانب؟
حزب الله دان الاعتداء الغادر داعيا الى تحقيق دقيق وحاسم لكشف من يقف خلفه، مناشدا أهل العراق قطع الطريق على كل من يريد اسقاط بلدهم من الداخل خدمة لمشاريع الاعداء. وفي رسالة واضحة للاعداء، انطلقت في الجمهورية الاسلامية الايرانية مناورات “ذو الفقار” في البر والجو والبحر.