عشر سنوات من المؤامرة والكثير من المكابرة، قرر اهلها انهاءها بزيارة عنوانها دعم سوريا والوقوف الى جانب اهلها, فحطت طائرة وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد في مطار دمشق الدولي، مخترقة الضباب السياسي الكثيف الذي يغطي المنطقة، وما كانت لتقدر على الوصول لولا ان رمى مالكوها اثقال جداولهم البائسة ورهاناتهم الخائبة وجماعاتهم الارهابية الفاشلة التي غذوها لسنين طويلة طمعا بما اسموه تغيير النظام في سوريا، فغيروا هم سلوكهم، وعادوا الى سوريا الاسد. فهل تستكشف ابو ظبي بزيارتها هذه طريق العودة الى شام العروبة لاخواتها اللواتي سيتبعنها ؟ ام انها تسابقهن تحت عنوان البراغماتية والاعتراف بانتصار دمشق ؟
زيارة لا شك انها مفصلية، على امل ان يعتبر المتأمرون على الامة من تجربتهم البائسة في سوريا ويختصروا سني عدوانهم على اليمن، وينهوا مكابرتهم الدموية ويذهبوا بطائراتهم المدنية لا العسكرية مباشرة الى صنعاء بدل اطالة الطريق بمحاولات المرور عبر عواصم اخرى .
آخر الادلاء لهؤلاء كان المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر الذي رأى بالسيطرة القريبة للجيش اليمني واللجان الشعبية على مأرب انتصارا فعليا لهم في الحرب، وهو أسوأ سيناريو يمكن أن يحصل بالنسبة للرياض وواشنطن كما قال .
فماذا بالنسبة للبنانيين الواقفين عند عبارات عبثية الحرب التي تشارف على الانتهاء لمصلحة اهل اليمن، وضياع رهانات واموال وآمال اهل العدوان ؟ وهل المطلوب مواساة هؤلاء بمصابهم عبر تقديم الاضاحي اللبنانية وبذل الكرامة والسيادة الوطنية ؟ ثم اين الجامعة العربية والجماعات اللبنانية والمملكة السعودية من كلام شينكر؟
اما الكلام في القضاء اللبناني فلا يسر قريبا ولا بعيدا، وتمكن الحافرون بمواقفهم السياسية وغير السياسية من هز قوس العدالة وسمموا باستنسابيتهم وتسييسهم وتطييفهم القضاء كأس العدالة المرجوة، فازهقوا دماء شهداء المرفأ من جديد على اعتاب نياتهم، ولم يبلغوا الفتح الذي طالما أملوه بحصان طروادة طارق البيطار الذي قال يوما للاعلام ان التغيير السياسي قادم عبر القضاء..