ارتفعت اسعار الدواء الى حد الجنون، فوجدت كل انواع الادوية المفقودة بسحر ساحر، وفقد القادرون على شرائها في البلد المجنون . حتى حليب الاطفال غاب عنه الدعم، دون ان تبدأ الدولة بدعم ذوي هؤلاء الاطفال، ببطاقة اقرت قبل اشهر ولم تبصر بعد النور.
اما النور فما زال مفقودا رغم اخذ المعنيين من سفيرة القرار الاميركي الاذن باستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية، فيما لا يزال الدولار يجر اللبنانيين واسعار السلع الى اشتباك دموي، على ان السياسيين في دوامة المساعي العاجزة عن الوصول الى اي حلول، والماسكون برقبة الاقتصاد وخزنات المال في حال من الجنون اللا انساني، ولا دواء يشفي هؤلاء الى الآن، مهما غلا ثمنه..
على صفيح البلد الملتهب تتقلب المواقف وتكثر الزيارات، وجديدها وزير الخارجية التركي الذي جاء الى لبنان باحثا افضل العلاقات. اما الامر العالق بين لبنان ودول الخليج، فقد ابدى الوزير جاويش اوغلو كل استعداد من بلاده بالمساعدة على علاجه .
على ان العلاج الحقيقي هو بسواعد اللبنانيين متى وقفوا بجدية، كلمة واحدة الى جانب السيادة الوطنية، ونشدوا افضل العلاقات الندية مع جميع الدول الشقيقة والصديقة.
وبالشق الداخلي للمساعي وهو الاكثر جدية، فقد علمت المنار ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي استقبل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري قدم افكارا لعودة عمل مجلس الوزراء بعد حلحلة المسببات التي ادت الى توقف اجتماع الحكومة، لكنها أفكار لم تتبلور كمقترح نهائي الى الآن.
أفكار سريالية لكنها متوقعة ربما نجا منها لبنان اليوم، كالمطالبة الخليجية باستقالة وزير الشباب والرياضة مثلا، او بفرض عقوبات على الاتحاد اللبناني لكرة القدم، لولا ان تمكن حكم المباراة بين المنتخب اللبناني ونظيره الاماراتي من اهداء الفريق الضيف ركلة جزاء ونقاط المباراة الثلاث وسط حماية امنية مشددة لفريق القناصين الاماراتيين الذي يرافق منتخب بلاده الى بلاد الارز، حيث الارزة واخواتها يحترقن حينا بفعل العوامل الطبيعية والحرائق المتنقلة، واحيانا كثيرة بفعل ابنائهن، ونيرانهم السياسية وحرائقهم المفتعلة ..