الاتصالات مستمرة لايجاد الحلول المبنية على الاسس القانونية والدستورية. هذا ما اختصر به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المشهد السياسي على امل ان يصار الى استئناف جلسات مجلس الوزراء باسرع وقت ممكن كما قال.
وهذا ممكن متى ارتكز الجميع على القانون والدستور بكل ميادين القضاء والاقتصاد والسياسة والدبلوماسية، ومتى نظر الجميع بعين المصلحة والسيادة الوطنية، وتطلعوا الى معاناة اللبنانيين كأولوية، اولئك الذين كلما لأموا جرحا سال آخر، واصعبها اليوم الدواء الذي ينذر باخطر مما ظنه متخذو قرار رفع الدعم عنه.
فعنوان الرفع التدريجي غير موجود في قاموس التجار، وبضربة واحدة حلقت اسعار الدواء بما لا يطاق، وصعب على المرضى لا سيما اصحاب الحالات المزمنة منهم حتى الشكوى والانين.
اما احد مسببي تلك الامراض والمسمم للاقتصاد فقد علا صوته اليوم بما يشبه الصراخ، فكان بيان من الحاكم بامر المال محاولا تبرئة نفسه من تهم وقضايا تلاحقه داخل وخارج البلاد، وبدل ان يقوم بكشف حساباته امام القضاء، اعتمد على شركتين قام هو بالاستعانة بهما لتدقيق حساباته. ومع طرافة الخطوة غير المسبوقة فقد تكفل محرك البحث بالرد على البيان، مع اكتشاف ان الشركتين اللتين اعتمد عليهما حاكم مصرف لبنان تحتاجان الى تدقيق اعمق، كونه تشوبهما شبهات بمخالفات اقترفتاها والتستر عن معلومات والتلاعب بحسابات شركات ومصارف ومستشفيات في المانيا وايطاليا وحتى في السعودية والامارات..
في فلسطين المحتلة حسابات أخرى كلما دقق بها الصهاينة ازدادوا خيبة مع الرعب القادم من الشمال، فاستعانوا بالسفيرة الاميركية بالامم المتحدة لتفقد الحدود مع لبنان واسماعها الشكاوى والطلبات وابرزها كما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية ربط المساعدات الدولية للبنان بنزع سلاح المقاومة وابعادها عن الحدود وملاحقة سلاحها الدقيق والاستعانة بقوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان للتضييق عليها..
اما المجاهدون على طريق جنوب الحديدة اليمنية فقد اتقنوا الحساب وضيقوا على اهل العدوان الخناق، وجعلوهم ومرتزقتهم ورعاتهم الامريكيين والاسرائيليين عالقين بين الحديدة ومأرب، ولا حد للخسائر الاستراتيجية التي يدفعها هؤلاء..