رمزيا كان الاحتفال بعيد استقلال لبنان الثامن والسبعين، بل حزينا كالبلد الواقف في طاعة الرجاء، على أمل التخلص من الانتداب السياسي والاقتصادي السالب لبعض العقول والقلوب الضعيفة، بل السالب لمعنى الاستقلال.
وعلى أمل الخلاص كانت خلاصة المواقف، وعلى طريق محاولة الحل كانت الرحلة الطويلة التي جمعت الرؤساء الثلاثة في سيارة رئاسية.
عراب الرحلة الى قصر بعبدا ولقائه الثلاثي المطول كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كما علمت المنار. فتحت القلوب حول مسبّبات توقف العمل الحكومي، وطرحت الحلول ، واول ابجديتها الاتفاق على تطبيق الدستور، على ان تظهر احرفها تباعا في الايام المقبلة. فهل تسعف البلاغة السياسية العراب فتوصل الى حل قريب؟
وعلى مقربة من احتفال اللبنانيين كانت السفارة الاميركية تطبق المثل القائل: يقتلون القتيل ويمشون بجنازته.
فكتبت دورثي شيا على تويتر: “ينعاد عليك بظروف أفضل”. فهل تعلم السفيرة ان افضل الظروف لا تكون الا بكف يدها عن بعض السياسيين وبعض القضاء، وكف حصارها عن خناق الاقتصاد والمال، وكف فيتوواتها السياسية عن الخيارات الاقتصادية التي تنقذ لبنان خارج القبضة والسياسات الاميركية؟
سياسات هي أبرز أسباب مشكلات اللبنانيين، المشرفة على مآسيهم منذ عقود، كما أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، الذي دعا اللبنانيين الى عدم سلوك الخطوط الوهمية التي ترسمها الوفود الاميركية، وعدم التخلي عن قوة لبنان في المقاومة أو في النفط، أو في أي مستقبل اقتصادي ذاتي يمكن أن يبنوه لوطنهم.
وللمساعدة بتبيان الحقيقة بانفجار مرفأ بيروت كانت الخطوة الروسية بتسليم صور الاقمار الصناعية التي بحوزتهم للمرفأ قبل وبعد الانفجار. وللمساعدة باطفاء الانفجار الاقتصادي في لبنان كانت عروض وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على مسمع نظيره اللبناني عبد الله ابو حبيب باستعداد الشركات الروسية لاصلاح البنية التحتية واعادة اعمار ما دمره انفجار المرفأ، وعن النفط الروسي القادر على الوصول قريبا الى الشواطئ اللبنانية بعيدا عن تشكيك بعض اللبنانييين لغايات في انفسهم وايدي مشغليهم .