على فالق من التوقعات السياسية يقف لبنان هذه الأيام، فيما الوقائع الاقتصادية والمعيشية متخمة بالأرقام الموجعة والحقائق المؤلمة. مشهد يستوجب تطويقا عاجلا لأسباب الخلل المعروفة، ووضع اليد على الجراح وتسمية الأمور بمسمياتها والانطلاق الى حلول تكافح الدولار المسيس بسعر صرفه، وتستعجل إطلاق البطاقة التمويلية، وتخرج أموال المواطنين من أسر التعاميم وتعيدها الى كل صاحب حق، نظر يوما الى لبنان كملجأ آمن له قبل ان يخطف البعض هذا الامان منه ومن أبنائه.
ولأن الأزمات التي تضرب لبنان وليدة الحصار الأميركي بالدرجة الأولى، ويساهم فيها فريق من المرتهنين للسفارات، وجه رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين الدعوة لكل اللبنانيين ولكل الوطنيين للتنبه من فريق الزعامات والأحزاب الذين يستأنسون بفتح الابواب للتدخل الخارجي، كما اعتادوا تاريخيا، ويذهبون الى خيارات سيئة بتخليهم عن المبادئ الوطنية وهم مستعدون للتطبيع ويحلمون بذلك وأكثر. ولهؤلاء توجه السيد صفي الدين حاسما أنه “إذا كانوا يتخيلون أنهم بالانتخابات والعقوبات يضغطون على المقاومة فانهم حمقى وأغبياء، لانهم لا يقرأون التاريخ جيدا”.
في فلسطين المحتلة، تاريخ من الانجازات المستمرة يكتب بقوة الصمود والصبر، وبعد عملية طعن جريئة في القدس المحتلة أدخلت الاحتلال في حسابات جديدة، دخل اليوم الأسير الفسفوس نادي الاسرى المحررين من قيد الاحتلال بمعركة الأمعاء الخاوية بعد مئة وواحد وثلاثين يوما من الاضراب عن الطعام، مثبتا أن الاحتلال بكل جبروته قابل للانهزام دائما.