الدولار يسابق لبلوغ الاثنين والثلاثين الف ليرة، ورغيف الخبز يلامس ازمة جديدة، ومحطات الوقود تجدد طوابيرها . فهل هذا متحور جديد من الوباء الاقتصادي؟ ام انها موجة جديدة من الوباء نفسه المعروف المصدر والهدف ؟
فبعض محطات الوقود اقفلت ابوابها بانتظار جدول اسعار وزارة الطاقة غدا والمتوقع ان يشهد ارتفاعا مع ارتفاع سعر الدولار، والرغيف محجوب غدا عن الفقراء بانتظار جدول اسعار وزارة الاقتصاد، فاي جدول يتحكم بحياة اللبناني وكم هو مليء بالاسقاطات السياسية، الداخلية والخارجية ؟
وفيما الطرق الاقتصادية غير سالكة مع التصدعات الكبيرة والسقوط المريع للعملة الوطنية، فان الطرق السياسية لا تزال مقطوعة بالصخور القضائية المسيسة، اما الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فلا يزال تحت الرصد، بانتظار مؤشرات اللقاءات التي سيعقدها الرئيس عون ابتداء من الغد مع رؤساء الكتل النيابية، فيما اعلنت حركة أمل عبر مكتبها السياسي من اليوم تلبيتها لاي حوار بين الاطراف السياسية بغض النظر عن مندرجات جدول اعماله وتوقيته واولوياته.
في جدول اعمال مباحثات فيينا اشارات ايجابية يبعث بها كل الاطراف، ولعل ابرزها العويل العبري على منصة الرفض حينا وما يشبه الاستسلام لتطور الامور حينا آخر، فيما كان آخر خيبات المستوطنين الصهاينة ليس من الفشل السياسي الذريع على خط الملف النووي الايراني فحسب، بل الخيبة الكبرى هي من جيشهم، حيث اظهرت الدراسات والاستطلاعات تراجعا كبيرا لدى الصهاينة الذين يثقون بقدرة جيشهم على حمايتهم، فيما اعتبر خبراء امنيون من معهد ابحاث الامن القومي الصهيوني ان الجيش يعاني على صعيد تأهيل وحدات المشاة التي تحتاج الى التأهيل والاعداد، ما يعني ان اي حرب برية مقبلة لن تكون ذات جدوى..