فتحت روسيا ممرات انسانية، فعلقت عندها النوايا الغربية، التي يبدو انها بحاجة لمزيد من الدم الاوكراني في معركتها المتشعبة ضد موسكو. فالحكومة الاوكرانية لم تعلم مواطنيها بالممرات الآمنة التي حددها الجيش الروسي لاخلاء بعض المدن بحسب متحدث باسمه، فيما اعلام الغرب واعلانه يحاول كل يوم اشعال مفاعل من هنا او تركيب مجزرة في مدينة هناك..
وما بينهما رئيس اوكراني لا يزال يستجدي المساعدات من حلفائه الغربيين – امريكيين واوروبيين، الذين ما انفكوا عند رفضهم بانضمام كييف الى الاتحاد الاوروبي رغم كل دموع التماسيح التي صبوها على الشعب الاوكراني، وليس له من حلفائه الا السلاح لتسعير الحرب واراقة الدماء وارهاق واحراق الشعبين الاوكراني والروسي .
فيما كل شعوب العالم تحترق بالنيران الاقتصادية وتداعياتها، ولن يسلم منها أحد، فالغاز ارتفعت اسعاره اربعة اضعاف، وبرميل النفط فاق المئة والثلاثين دولارا، والذهب والنحاس والالومينيوم باسعار خيالية، فيما لم تخل التصريحات الغربية من الوقاحة مؤكدة على استثناء امدادات الطاقة الروسية الى اوروبا من العقوبات لانه لا بديل عنها.
اما في موسكو فلا بديل عن تلك النيران المشتعلة سوى الاستجابة للمطالب الروسية كما يؤكد الكرملين، ويمكن الوصول اليها بالمفاوضات لو ترك الامر للشعب الاوكراني ، بعيدا عن الممثل الاميركي في السلطة الاوكرانية فلاديمير زيلينسكي ..
في لبنان نيران اقتصادية تحرق المواطنين، وممثلو السلطة غير قادرين، فالوزارات المعنية تتحرك قدر المستطاع لمنع احتكار المازوت والبانزين والزيت والطحين، لكنه حراك لا يطعم خبزا ما لم تتحرك النيابات العامة والاجهزة الامنية وتقفل متاجر ومحطات مخالفة، وتوقف المجرمين من المحتكرين..
اما المجرم الاميركي – المساهم الاكبر باحراق اقتصاد اللبنانيين ومستقبلهم، فلا يزال على ابتزازه للبنانيين، مبلغا المسؤولين بأنه لا مساعدات دولية ولا هبات ولا استثناءات، ولا غاز ولا كهرباء، والحديث بعد الانتخابات.