للمرة الرابعة وعلى مدى يومين متتاليين قوة صهيونية مؤلفة من أربعة عشر جنديا تتمركز في المنطقة الواقعة بين السياج التقني والخط الازرق عند حدود بلدة ميس الجبل الجنوبية دون أن تجرؤ على التقدم ولو مترا واحدا ، فيما جل ما استطاع أحد الجنود القيام به بحماية دبابة ميركافا هو اطلاق النار في الهواء لترهيب شبان كانوا بالقرب من المكان.
الخبر اليوم وثقه مراسلنا في الجنوب ، فأي انقلاب للمشهد ما بين حزيران الفين واثنين وعشرين وألف وتسعمئة واثنين وثمانين حين اجتاحت جحافل الاحتلال الاراضي اللبنانية بأكثر من مئة وخمسين ألف جندي مزودين بطوابير الدبابات واسراب الطائرات لتحرق الاخضر واليابس وتفتك بالحجر والبشر دون حسيب ولا رقيب.
انها معادلة البر التي ثبتتها المقاومة بالدم، فماذا عن البحر من الشاطىء الى كاريش؟ فهل يشك أحد في أن المقاومة قادرة على جعل الاحتلال يقف على “اجر ونص” في البحر أيضا؟ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة دعا الدولة للاتفاق على شركة للتنقيب عن الغاز في مياهنا، والباقي علينا قال النائب محمد رعد. فهل يتفق المعنيون على مبدأ أن لدى لبنان الغارق في العوز ثروة نفطية تشكل حبل النجاة الاخير لاستخراجه من غياهب الفقر؟ ألا يستأهل الامر استنفارا للدولة؟
فالجيش الصهيوني وبحسب القناة الثانية في تلفزيون العدو يستنفر سلاحي البحر والجو لحماية التنقيب في كاريش على أن يبدأ ضخ الغاز بعد ثلاثة أشهر. وفيما يتوقع أن تبدأ منصة الحفر التابعة لشركة يونانية عملها في المكان كانت مواقف رسمية لبنانية لافتة، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يؤكد: أي عمل اسرائيلي في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملا عدائيا، طالبا من الجيش تزويده بالمعطيات الدقيقة ليبنى على الشيء مقتضاه، أما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فحذر العدو من خطوة ناقصة من شأنها احداث توترات لا أحد يمكنه التكهن بتداعياتها.