سقط رأس الحربة الاميركية في الحاضرة الاوروبية.. سقط رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسن بالضربة الاقتصادية القاضية، ولم تنفعه كل محاولات الدعم والتثبيت، ولا الولاء والالتزام المطلق بالسياسات الاميركية ومخططاتها التدميرية، فكانت شظايا الحرب الاوكرانية البليغة واضحة على الجسد السياسي لحكومة جونسون. فهل من يعتبر؟
اول عويل على استقالة جونسن كان للرئيس الاوكراني فلاديمير زلنسكي الذي عبر عن حزنه وخسارة بلاده لترك صديقه رئاسة الوزراء البريطانية، فيما لندن متروكة لايام سياسية واقتصادية صعبة حتى يتم ترتيب حكومة جديدة.
هو تطور جديد لن يقف عند جونسون كما يقول المراقبون، فيما الترقب يعم اوروبا وسط ازمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة بفعل الانعكاسات غير المحسوبة لحرب العقوبات التي يخوضونها ضد روسيا.
وفيما العالم يخوض غمار المغامرات الاميركية المتعددة، هناك بلد لم يتعلم بعض اهله من كل التجارب القريبة ولا البعيدة. فالعتمة التي يعانيها اللبنانيون سببها المباشر وغير المباشر واشنطن، وهو ما يعرفه كل اللبنانيين حتى المنكرون، والمح اليه اليوم وزير الطاقة وليد فياض الذي قال بعد اجتماعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان عقود استجرار الغاز من مصر جاهزة وتنتظر الموافقة الاميركية، فيما عودة الى جدولة العروض التي قدمها الصينيون والروس والايرانيون وغيرهم لانتاج كهرباء لبنانية – وعطلها الفيتو الاميركي – تظهر اين كان من الممكن ان نكون اليوم من نعيم كهربائي لو تمت موافقة المسؤولين اللبنانيين على اي من تلك العروض .
لكن المشكلة ان كثيرا من السياسيين في لبنان ينافقون ويحتالون على الناس، ويعتمدون الجبن والحماقة والانجرار وراء الوعود الاميركية، كما قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، فمثل هؤلاء لا يبنون بلدا ولا يأتون بثروات ولا يؤتمنون على مستقبل.