لعلَ أكثرَ ما يُميزُ لبنانَ أنَّ الازماتِ وما أكثرَها تُسجَّلُ دائماً ضدَّ مجهول ، فمن الصعبِ اِن لم يكن من المستحيلِ تَتبُّعُ الخيطِ الذي يوصلِكَ الى الفاعلِ والمرتكب ، بدءاً من الحرائقِ المتنقلةِ التي ترافقُ فصلَ الصيفِ مروراً بطوابيرِ الخبز ، الى أزمةِ المياهِ المتوقعِ أن تصلَ الى ذروتِها خلالَ الشهرينِ القادمين ، وقِسْ على ذلك ، وصولاً الى الازمةِ المزمنةِ بحرمانِ لبنانَ وعبرَ عقودٍ من الاستفادةِ من ثروتِه النفطيةِ في اراضيهِ ومياهِه. فالى أينَ وصلت المفاوضاتُ غيرُ المباشرةِ معَ العدوِ الصهيوني لترسيمِ الحدودِ البحرية؟
المنارُ علمت من مصادرَ رفيعةٍ متابعةٍ للملفِ أنْ لا شيءَ رسمياً حصلَ يُبنى عليه في هذا الخصوص .. والجديدُ أنَ الجانبَ القطريَ قدَّمَ نفسَه مساعداً لدفعِ المفاوضاتِ قُدُماً ، بالتنسيقِ معَ الإدارةِ الأميركية. ويضيفُ المصدرُ انَ لبنانَ – يتخوفُ من الخبثِ الإسرائيلي القائمِ على محاولةِ شراءِ الوقتِ لفرضِ الأمرِ الواقع ، لذلكَ فإنَ لبنانَ حمَّلَ السفيرةَ الأميركيةَ رسالةً واضحةً بشأنِ التصرفِ الإسرائيلي العِدائي في حالِ حصلَ قبلَ الاتفاق. فهل يفهمُ العدوُ الرسالةَ اللبنانيةَ المدعمةَ بالمسيَّرات؟ على أنَ الرسالةَ الشديدةَ اللهجةِ كانت تلكَ التي وصلت الى الاوروبيينَ اليوم. موسكو أوقفت خطَ السيلِ الشمالي الذي يوصلُ الغازَ الى اوروبا لدواعي الصيانةِ كما قالَ الروس ، فارتعدت القارةُ برداً قبلَ فصلِ الشتاء ، والخوفُ من أن تطولَ أعمالُ الصيانةِ أو أن يتوقفَ شريانُ الحياةِ نهائيا.
على أنَّ الرسالةَ البليغةَ كانت من ملعبِ خطابِ بيتِ العنكبوت في مدينةِ بنت جبيل الجنوبية ، فأصغرُ العشاقِ جاؤوا وحملوا الحنينَ الكبيرَ للامامِ المنتظرِ عليه السلام، وهَتفوا يا وعدَنا الصادق ، عشيةَ ذكرى عمليةِ الوعدِ الصادق في الثاني عشرَ من تموزَ ألفينِ وستةٍ في خلةِ وردة، والعهدُ أن نبقى مقاومينَ لا نُفرِّطُ بذرةِ ترابٍ ولا بقطرةِ ماءٍ أو نفط.