قمة بملفات كثيرة، لفت المنطقة واحاطت بمجمل قضاياها الاستراتيجية، على ان اكبر عناوينها الاتفاقات النفطية والتجارية بعشرات مليارات الدولارات بين روسيا وايران، وايران وتركيا..
ابعد من انتظار بيانها الختامي كان تبيان محتواها، ففيما المنطقة والعالم على صفيح ساخن، صب قادة الدول الثلاث – ايران وروسيا وتركيا – عصارات تنسيقهم ومشاريعهم على الملف السوري لتبريده، وعلى خطوط النفط والغاز لتفعيلها، وعلى اتفاقات التعاون المشترك لتسخينها..
وعن الشراكة التي لا بد منها وتداعياتها على المنطقة والعالم، اعلم الرؤساء الثلاثة كل الكون ان الاحادية القطبية باتت في خبر كان، وان المنطقة ليست مرسومة بالحبر الاميركي الخالص، فتوازنات القوى والمصالح المستجدة اقوى بكثير من اوهام البعض ..
وفي الجديد السوري رسم بالسياسة على ارض الواقع بما يحفظ السيادة السورية ووحدة اراضيها، فيما اسمع الامام السيد علي الخامنئي الزائر التركي أن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على تركيا وسوريا والمنطقة، وسيصب في مصلحة الجماعات الارهابية..
اما الارهابيون الصهاينة فيتقلبون محترقين ببيانات القمة ولقاءاتها واتفاقاتها، مع اجماعهم انها في غاية الخطورة عليهم، وان نتائجها وتداعياتها اقوى بكثير من لقاءات جدة وجولة بايدن في المنطقة..
في المنطق اللبناني كل الامور معلقة حتى اشعار جديد، والازمات على تفاقمها المميت، والموظفون رافضون للمقترحات الحكومية المؤقتة للحل، فيما حل منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان ضيفا على اللبنانيين، في تزامن مع جولة استطلاعية لوفد اميركي. اما جولة مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون بين منازل حاكم مصرف لبنان ومقر عمله، فلم تثمر لقاء بالحاكم رياض سلامة الرافض للمثول امام القضاء.
وامام هذا الواقع المرير يترقب اللبنانيون أن ينظر مسؤولوهم بعين الرحمة الى البلد، فيشفقوا بأهله، ويخطوا ولو خطوة باتجاه علاجات ولو مؤقتة، وبدايتها – تشكيل الحكومة.