لبنان في فم الحلول الضيقة والازمات المتسعة، ليس لان العجز وحده ما يضرب هيكل الدولة ومؤسساتها، بل لان المقصود ان يكون المشهد كذلك وان يتجه الى الاسوأ بحسب اجندات البعض المجندين للحصار.
هؤلاء متهمون بانهم يعلمون ما يعانيه بلدهم ولا يقبلون بالحل، وبانهم يصرون على تجاهل كل ما تخلفه مشكلة الكهرباء على المواطن وعلى تغييب حلولها السريعة، وكذلك الحال مع التعامي الفاضح عن نتائج الاستحكام المتمادي لحزب المصارف بالودائع والقضاء معا. هؤلاء يصنفون ضمن فرقة الممعنين بالتأزيم، تارة عبر اعطاء اشارة ترفع الدولار والاسعار، وتارة اخرى عبر اصدار تعاميم تضع قطاعات واسعة على صفيح الاهتزاز كمحطات البنزين واليوم شركات الغاز.
في الحقائق التي لا يمكن نكرانها، يبقى لبنان مسلحا بعوامل قوة كافية لتصويب المسارات وانهاء المشهد القاتم ، ومنها ورقة المقاومة القوية الداعمة للدولة في محاولتها استرجاع الحقوق ومواجهة الاطماع الصهيونية عبر الترسيم البحري والحفر واستخراج الغاز ، كما اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وحماية للحقوق النفطية كانت المعادلات البحرية التي ترصد الاحتلال دائما، وتمنع مخططاته ضد غاز لبنان، وتجعل الكرة في ملعب الموفد الاميركي وتل ابيب معا ، ورهن ما قد يحمله الى بيروت ردا على مطالب الدولة اللبنانية. كل ذلك ضمن المهلة التي حددتها المقاومة لمنع العدو من الاستخراج في كاريش قبل ضمان حقوق لبنان، وقطعها الطريق على كل تهويل وتأويل في هذا الملف حيث تكون السيادة الوطنية خطا احمر.
على الخط الفلسطيني، اصداء صواريخ حركة الجهاد الاسلامي خلال صد العدوان الاخير لا تزال مدوية في تل ابيب مع خروج اصوات صهيونية تنصح قيادات الاحتلال بعدم تضخيم نتائج العملية الاخيرة لانها كانت عملية مخيبة لم تغير الواقع العسكري في القطاع بل زادته استعدادا لاي جولة مقبلة.