عادت صفيحة البنزين لتلهب البلد المشتعل اصلا بفعل الغلاء المنزوع الاسقف والضوابط ، فاتم مصرف لبنان آخر لمسات رفع الدعم، راميا البنزين بكل سعره على عاتق دولار السوق السوداء.
ختم مسار الدعم الممتد لعقود بعدما اتخم منه كثير من المحظيين، والعين على الاجواء المعيشية، والخشية من فلتان الاسعار المستند الى حجة دولرة المحروقات وفق السوق السوداء.
ما كان على جدول الاسعار السابق من دعم لم يتعد العشرين في المئة، استبدلت في الجدول الجديد بزيادة عشرين الف ليرة، على امل الا يستغل اصحاب القلوب والعقول السوداء هذا الاجراء لتسييله نارا تلهب سعر صرف الدولار، فالتجارب السابقة لا تبشر بالخير، ووعود السلطة بردع هؤلاء لم تصدق يوما – من اول الازمة وعلى امتداد قطاعاتها.
هي خطوة جديدة تزيد ارهاق المواطن معيشيا وماليا وتجعل الاسواق رمالا متحركة عميقة والاسعار اكثر جنونا في بلد تغزوه المفارقات، ولكن لا تغيب المبادرات الانقاذية من اجوائه، وما يحتاجه فقط اذن صاغية من مسؤوليه وخطوة واعية منهم تسمح للبلد واهله بالتقاط الانفاس ليبنى مسار جديد، اساسه الاستفادة من الثروات الوطنية.
في فلسطين المحتلة كيان صهيوني سارق للثروات، مأزوم بالمعادلات، يستجدي المهل للهروب الى الامام. لكنه كيان محكوم بمعادلات المقاومة ومحورها، خصوصا في ملف الترسيم مع لبنان، ومعدوم القدرة على المراوغة والتهرب، محاصر بفعل الانقسامات الداخلية والصراعات السياسية والمجتمعية، يعاني ضعف الهيبة بحسب ما اقر رئيس جهاز الشاباك رونين بار.
فالتحقيق مع الشبان الفلسطينيين كشف عن معلومات حللها “بار” على ان كيانه اصبح في مرحلة متقدمة من خسارة ما يسميها الحصانة التاريخية، التي قامت على اساس ارعاب دول المنطقة وقتل شعوبها، فيما الكرة ترد اليوم الى الداخل الصهيوني المهترئ، الذي يواجه اليد الفلسطينية المقاومة، صاحبة الارادة القاطعة بالتحرير.