في البلد غير المتزن تطيح المزايدات بجلسة نيابية خصصت للموازنة البعيدة اصلا كل البعد عن الموازين العلمية والارقام المنطقية، ويصبح نبش المناسبات ضروريا بما يناسب اهل النكايات..
في البلد غير المتزن يصبح الدولار ميزان الحياة الاقتصادية والمالية بتداعياتها الاجتماعية والسياسية، ويصبح ارتجال الخطط الاقتصادية ضرورة لرفع العتب والمسؤولية عن حكام المال..
في البلد غير المتزن تضع السلطة بمتفرعاتها السياسية والمالية والقضائية الناس بوجه بعضهم البعض، ويصبح انتزاع الحق المسروق من قبل البنوك عبر طرق ملتوية كأفلام هليودية تستخدم فيها كل انواع الاسلحة البلاستيكية، ويوضع فيه الفقير والمريض وصاحب الحق المسروق بوجه موظفين ومواطنين وجميعهم شركاء بكل انواع الوجع والتعاسة والفقر..
ومع كل هذا فان ميزان السياسة ما زال مختلا، والسبيل الى حكومة مكتملة المواصفات في غياهب المماطلة والمزايدات، فيما المجلس النيابي الذي اجل جلسته اليوم لعدم اكتمال النصاب يكمل غدا محاولات الانعقاد لنقاش موازنة لملمت الحكومة ارقامها ورمتها في ساحة النجمة..
ومع كل ساحات الوجع اللبناني هذه فان الامل ما زال منعقدا على الامواج القادمة من البحر محملة بالخير اللبناني الذي لا بد انه سيكون وفيرا ما دام انه محمي بمعادلات المقاومة، فالاتصالات لانجاز ملف الترسيم قطعت شوطا متقدما بحسب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حقق فيها لبنان ما يجعله قادرا على استثمار ثروته في مياهه، كما قال، وان ثمة تفاصيل تقنية يتم درسها حاليا لما فيه مصلحة لبنان وحقوقه وسيادته..
في جنين الفلسطينية لقن مقاومان فدائيان الاحتلال درسا امنيا وعسكريا موجعا، فعند حاجز الجلمة بالضفة الغربية كمن المقاومان أحمد وعبد الرحمن عابد لقوة صهيونية فأرديا قائدها برتبة رائد قتيلا واصابا آخرين، قبل ان يرتقيا شهيدين..
عملية قرأها الاحتلال تطورا خطيرا، واياما قادمة صعبة وفق خبرائه العسكريين، فغضب الضفة آت بحسب هؤلاء، والتأهب مطلوب على كل المستويات..