كل الصراخ والتهويل الصهيوني لساعات، وركوب أعلى امواج التهديد والعنتريات، لم تعبر حدود لبنان، ولم تطرق مسامع اهله، فهم غير معنيين بهذه المسرحية الانتخابية الاسرائيلية، وينتظرون ما سيصلهم من الاميركي كرسالة رسمية، ليبنوا على الشيء مقتضاه، مع اقتناع الجميع أن ما بناه لبنان من معادلات هي ثابتة وغير قابلة للتعديل او التأويل، فالنفط بالنفط، والكل يعلم ..
ولعلمهم بصعوبة الحال رمى الصهاينة بانفسهم سريعا عن أعلى الشجرة، وعليهم ان يتحملوا اوجاع الكدمات السياسية والامنية والعسكرية التي تسببت بها رعونة قادتهم السياسيين والعسكريين.. فبيان وزير الحرب بني غانتس حول التأهب في الشمال عبر عن انعدام المسؤولية، بحسب ما يسمى رئيس مجلس مستوطنة شلومي – غابي نعمان، وقد أدخل الشمال بحالة توتر ..
أما من يريد إرسال الاسرائيليين في هذا الوقت للقتال مع لبنان، فيجب أن يفهم أنه يرسلهم الى حتفهم بحسب المحلل العسكري الصهيوني يوآف ليمور معتبرا أن الجبهة الداخلية ستنزف اكثر من الجبهة الامامية في الحرب مع لبنان، والتي لن تكون مشابهة لأي حرب شهدتها اسرائيل في السابق ..
هذا بعض من المشهد الصهيوني الغير مسبوق، أما في المقلب اللبناني فإن الامور على حالها بانتظار نتيجة الاتصالات التي يجريها الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين مع الصهاينة لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة، بحسب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فلبنان لا يتعاطى مع التسريبات الإعلامية، قال الرئيس نبيه بري بل مع وقائع يفترض أن ينقلها الموفد الأميركي ..
بالإنتقال الى اليوميات اللبنانية، فقد حلت الكوليرا ضيفا ثقيلا على مخيمات النازحين السوريين في عكار مطلقة جرس انذار، في بلد ينزف قطاعه الطبي ويفتقد إلى أدنى مقومات الصمود والدواء، فيما الدعوات لأخذ اعلى درجات الحيطة والحذر للمواجهة، مع دعوة المنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها الانسانية..
أما ماليا، فقد حمل الحاكم بأمر المال جعبته تعميما جديدا لمراقبة اعتمادات شركات المحروقات، في خطوة علها تحد من التلاعب بتهريب الدولار من الأسواق، على أمل ان يستتبع بخطوة تكون أكثر فائدة باستعادة الاموال المهربة – المعروفة من الخارج…