في آخر محطات الترسيم، عاموس هوكشتاين في بيروت، والى الناقورة غدا حيث التوقيع..
هناك سيوقع الصهاينة على ورقة كتبت لهم بحبر لبناني مصنوع من مزيج القوة والوحدة التي انتجت ما لم يستطع أن يفعله أحد مع الاميركيين والاسرائيليين الا اللبنانيون.
هناك في الناقورة سيوقع اللبنانيون على حق انتزعوه من بين انياب الوحش الصهيوني واصابع المتعجرف الاميركي الذي يحبس حق لبنان بالتنقيب عن نفطه وغازه منذ سنين.
على ان السنين القادمة وما تحمله من آمال للبنانيين باتت بعهدتهم على امل أن لا يفرطوا بها او ان يذروها في أدراج التسويف والمماطلة والتنكيد والتعطيل، وهي السمة الحاكمة لمسؤولين في بلد يتراقص واهله على شفير الفراغ، ولا من يفرغ من قاموسه صفة التعنت ويلتفت لواقع البلد وحاله الصعبة.
على صعوبتها لا تزال الولادة الحكومية، المهددة بفعل ضيق المهل واختناق نوايا التشكيل، ما يعني ان ما يحضر للبلد لن يسر الناظرين.. اما في النظرة الى الانتخابات الرئاسية، فهي معلقة على عناد البعض المصر على مرشح التحدي، مستبطنين نية الوصول الى الفراغ الرئاسي خدمة لمشروع مشغلهم السعودي والاميركي، ظانين انهم قادرون على الاستفادة من ضغط الفراغ وتداعياته على الحريصين على استمرار البلد واستقراره…
ومع اعلان الرئيس نبيه بري أن لا جلسة غدا لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بسبب مراسم الترسيم ، فان الايام المتبقية من عهد الرئيس العماد ميشال عون لن تحمل رئيسا جديدا…
ولكنها ايام ستحمل أملا مع الترسيم لاستنقاذ البلاد واقتصادها، وتحمل اطلاقا لقطار عودة النازحين، الذي تحرك اليوم، وحاربته وعطلته ولا تزال الامم المتحدة ودولها الراعية، الفارضة على لبنان عبء النزوح، والمساهمة عبر اهمالها بتفشي الكوليرا بين النازحين، وامتدادها الى عموم المناطق اللبنانية، فيما منطقهم التعسفي ما زال، المساعدة بالقطارة، بينما سيول الازمات المتولدة من اعباء النزوح لا تقاس.
وعلى رغم زحمة الاعباء، زرع جميل من مؤسسة جهاد البناء، عبر معرض ارضي للمونة، الذي سيفتتح عند الرابعة من عصر الغد برعاية الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، حيث سيكون لسماحته كلمة تتناول زحمة الاحداث والتطورات.