استثنائيةً كلُّ محطاتِ حياتِه.. منذُ حضورِه في الشأنِ العام، كما في آخرِ أيامِ ولايتِه..
هو الرئيسُ العماد ميشال عون الذي اَنهى عهدَه الرئاسي، ولن ينتهيَ عهدُه الوطنيُ كما قالت جموعُ المحتشدينَ على طرقاتِ بعبدا، التي اَوصلتهُ رئيساً الى القصرِ قبلَ ستِ سنوات، ورافقتهُ اليومَ في طريقِ العودةِ الى الرابية قائداً لهم على الدوام..
بينَ المراسمِ الرسميةِ المختصرة، والشعبيةِ الواسعة، تَركَ الرئيسُ العماد ميشال عون قصرَ بعبدا، وعندَ آخرِ امتارِ القصرِ كانت المواقفُ اللافتة.
وقَّعَ رئيسُ الجمهوريةِ مرسومَ استقالةِ الحكومة، واَوْدَعها المجلسَ النيابيَ عبرَ رئيسِه نبيه بري . اعلنَ انتهاءَ مرحلةٍ وبدءَ مرحلةٍ جديدة، تحدثَ عن دولةِ “الخرفيش” المهترئة، من قضائها الى ماليتِها وحاكمِ مصرفِها المركزي، الى افلاسِها الاداري والمالي وودائعِ مواطنيها المسروقةِ بقرار..
قال الرئيسُ كلمتَه ومشى الى النضالِ كما قال، فيما البلادُ ماشيةٌ الى اشتباكاتٍ دستوريةٍ وسياسية، في بحرِ الفراغِ الكبير.. وقبلَ أن يُفرغَ الرئيسُ كلَّ ما في جَعبتِه، كانَ الردُّ من رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمال نجيب ميقاتي بانَ الحكومةَ ستتابعُ القيامَ بواجباتِها الدستوريةِ كافةً وفقَ نصوصِ الدستور، ومن بينِها تصريفُ الاعمال، وانَ المرسومَ الذي قَبِلَ استقالةَ الحكومة – المستقيلةِ اصلاً بمقتضى احكامِ الدستور – يفتقرُ الى ايِّ قيمةٍ دستورية، بحسَبِ الرئيسِ ميقاتي..
اما بحسَبِ المكتبِ الاعلامي لعينِ التينة، فانَ الرئيسَ نبيه بري تسلمَ رسالةَ رئيسِ الجمهورية، وكذلكَ رسالةَ رئيسِ الحكومة ِليُبنى على الشيءِ مقتضاه..
بمقتضى الصورةِ المرسومةِ اليومَ فاننا الى الفراغِ الصاخبِ دُر، وبحسَبِ اللبنانيين فانَ الاولويةَ للقمةِ العيشِ المغمَّسةِ بالويلات، التي لم يَرْعَ حرمتَها الكثيرُ من المعنيينَ بواقعِ البلاد..
اما الوقائعُ الجديدةُ التي من المفترضِ أن تُريحَ اللبنانيينَ وتزرعَ الاملَ بغدِهم، فقد قاربَها الامينُ العامُّ لحزبِ الله باللغةِ الوطنيةِ الجامعة، وبميزانِ العدلِ والوفاءِ لكلِّ شريكٍ في هذا النصرِ التاريخي، وبالاصبعِ الذي رسَّمَ اجملَ المعادلاتِ حدَّدَ سماحةُ السيد حسن نصر الله الخطوطَ البحريةَ الممدودةَ بقوةِ الموقفِ الوطني، التي اعادت للبلدِ خيراتِه، والمحمية ولا تزالُ بالمعادلةِ التي تقول: لن يستطيعَ احدٌ الاستمرارَ باستخراجِ النفطِ والغازِ اذا مُنِعَ لبنانُ من استخراجِ نفطِه وغازِه. ففي زمنِ السيد نصر الله، باتت الصواريخُ تُطعمُ خبزاً..